ظاهر ورائدة قبها.. حب أسطوري يسجل في تاريخ فلسطين

ظاهر ورائدة قبها.. حب أسطوري يسجل في تاريخ فلسطين

[ 27/10/2011 - 08:15 ص ]

غزة / جنين - المركز الفلسطيني للإعلام

كثيرون هم الذين اعتبروا إصرارها على بقاء ارتباطها بخطيبها ظاهر قبها -من بلدة برطعة الشرقية قضاء جنين- نوعًا من الجنون بعد أن حكم بالسجن المؤبد ست مرات، إثر اعتقاله في 4-1994.

وكثيرون هم الذين قالوا لرائدة: لماذا تربطين مصيرك بشخص محكوم بالسجن المؤبد عدة مرات؟! أنتم في خطوبة وليس زواج والمستقبل أمامك.

وكثيرة هي الحكايات التي رويت عن الإخلاص والوفاء، ولكنها كانت لزوجات انتظرن أزواجهن، أما أن تكون لفتاة في ريعان شبابها تتشبث بخطيبها المحكوم بالسجن المؤبد، فتلك حكاية رائدة قبها ابنة برطعة الشرقية المعزولة خلف جدار الفصل العنصري.

ولكن صفقة تبادل الأسرى مع الجندي الصهيوني جلعاد شاليط، شكلت تحولًا كبيرًا في هذه الحكاية، لتضع نهاية سعيدة بعد 18 عامًا من الانتظار، وتحول أحزان عائلة قبها إلى أفراح توجت بأول حفل زفاف لأسير محرر في صفقة شاليط.

ومنذ إعلان إتمام صفقة التبادل، وتأكد إدراج اسم ظاهر فيها وإبعاده إلى قطاع غزة، توجهت العائلة إلى قطاع غزة وكان اللقاء الأول بعد 18 عامًا، ولم يكن من عمل تقوم به عائلة قبها التي ينتمي إليها العروسان سوى إتمام مراسيم الزواج.

رائدة، التي تلعثمت الكلمات في فمها منذ إعلان الصفقة، من شدة الفرح، تقول: إن المقاومة أعادت الروح إلى جسدها، وتعتبر أنها ولدت من جديد يوم إتمام صفقة التبادل.

أما والدها الحاج صبحي قبها، فقد انهمك هو والحاج ربحي قبها في إتمام مراسيم الزواج فلا وقت للانتظار، ويقول الحاج ربحي: اليوم طوينا صفحة الألم وجاء وقت الفرح، لقد انتظرنا طويلا هذا اليوم وإن شاء الله يفرج عن كل الأسرى.

ويستذكر الحاج محطات مريرة خلال فترة اعتقال ظاهر، من موت زوجته وولديه اللذين كانا يعانيان الإعاقة، ولم يبقَ له سوى ظاهر وأخواته.

زفاف من نوع خاص
وفي بلدة برطعة الشرقية غرب مدينة جنين والمعزولة عن محافظة جنين بجدار الفصل العنصري، ولا يستطيع أهالي جنين دخولها، أقامت عائلة قبها الأفراح بإشهارها زواج رائدة وظاهر ليلة الاثنين، ونصبت شاشة عرض كبيرة في متنزه وسط القرية وبالتنسيق مع قناة الكتاب في غزة، ظهر العريس ظاهر قبها على الملأ فصفقوا له بحرارة.

وألقى ظاهر كلمته في عرسه، حيث وجه الشكر إلى أهل بلدته، وكل من قام على حفل الزفاف، وتواصل مع أهله وأبناء بلدته من خلال شاشة العرض عبر الأقمار الصناعية.

وجرى حفل الزفاف الذي لم تشهد برطعة مثيلًا من قبل، وكان الموقف مؤثرًا حيث تغيّب العريس عن حفل زفافه ولم يستطع سوى المشاركة عبر الأقمار الصناعية، بينما أبناء بلدته هم من أحيا الاحتفال ولم يتغيب منهم أحد.

كما أقيمت في نفس الوقت حفلة الحناء والوداع للعروس، وتوافد كل من استطاع الدخول إلى برطعة للمشاركة في هذا العرس المميز، ولكن كثيرين ممن أحبوا ظاهر لم يتمكنوا من المشاركة بسبب المنع من دخول القرية.

حثُّ الخطى إلى غزة
وما إن أنهت عائلة قبها حفل الزواج في برطعة، حتى حثت الخطى إلى غزة حيث سيقام يوم غد الجمعة حفل الزواج الأول لعريس من صفقة الأسرى، وذلك تحت رعاية رئيس الوزراء الأستاذ إسماعيل هنية، في فندق الكومودور على شاطئ بحر غزة الساعة الثالثة والنصف.

وقد وصلت العروس وكل أفراد العائلة إلى غزة، والتقت بخطيبها ظاهر وهم يقضون اليوم أيام الخطبة الأخيرة قبل الدخول إلى القفص الذهبي؛ خطبة قسمت فصولها ثلاثة أقسام حسب أحد الأقارب: ستة أشهر في برطعة، و18 عامًا في سجون الاحتلال، وسبعة أيام على شاطئ غزة.

107

الله يقك كل اسرانا
الله يديم المحبة