فيديو ..عائلة الجوهري.. ترى النور بتكافل أفرادها

فيديو ..عائلة الجوهري.. ترى النور بتكافل أفرادها

الضفة الغربية – نقلا عن إنسان أون لاين
https://www.youtube.com/embed/33Ds-Iv0UR0

استطاعت أم خالد الجوهري بإرادة كبيرة أن تحول دموع الحزن والخوف بولادتها لأبنائها المكفوفين، إلى دموع فرح وفخر بوجودهم حولها، ورؤيتهم يكبرون أمام عينيها، تلك النظرات التي امتزجت بدموع الفرح مسحت بها أم خالد سنوات الجهد والتعب الطويلة، التي عاشتها لرؤية أطفالها الصغار رجالا.

فمن عائلة مكونة من 11 فردا من مدينة جنين شمال الضفة الغربية تشارك "إنسان أون لاين" قصة تحديات والدين لأربعة أبناء مكفوفين، واجهوا بهم نظرات المجتمع وتحدوا بهم ظروفهم المادية والمعيشية لتوفير احتياجاتهم.

عزيمة وإصرار
لم تكن البداية سهلة لعائلة الجوهري –كما تتحدث أم خالد 52 عاما- فعندما رزقت برائد وسائد من بعده كانت الظروف صعبة للغاية، فلا يوجد هناك مدارس أو مؤسسات خاصة بالمكفوفين وكنت أتنقل بهم كثيرا وخوفي يزداد عليهم بسبب الظروف غير المستقرة والظروف السياسية التي كنا نعيشها، فوصلوا للمرحلة الإعدادية في المدرسة العلائية ببيت لحم.

وتضيف أم خالد :"بالبداية عشت ظروف نفسية صعبة رغم تقبل زوجي للأمر وقناعته بما كتب الله لنا، إلا أن الأمر كان صعب علي بالبداية وتأثرت كثيرا وكنت احزن عليهم، إلا أنهم علموني الصبر والإرادة ويوم عن يوم بات الأمر طبيعيا وتعودت عليهم، وبدأت أتكيف مع وضعي الجديد".

رائد أكبرهم يبلغ من العمر 31 عاما ومتزوج ولديه ابنتين وولد ويعمل بائع متجول، وسائد 28 عاما لم يستطع الحصول على عمل رغم المحاولات المتكررة، وقد ساعدناه بفتح بقالة صغيرة-كما تشير والدته- إلا أنه لم يستطع الاستمرار بسبب البيئة المحيطة ونظرة الناس، مما واجهته مشاكل عديدة على إثرها أغلق الدكان، وهو متزوج ولديه ابنتين ولا يعمل حاليا.

أما مصطفى 27 عاما ومحمود 20 عاما كنت مصرة على متابعتهم تعليميا واليوم يكمل مصطفى تعليمه الجامعي وقد تزوج حديثا ويعمل كمقدم برامج بالإذاعة بشكل متقطع ولديه منتدى الكتروني للمكفوفين، أما محمود فله قصة أخرى حيث أصيب وهو بعمر الثلاث شهور بمرض خبيث بعينه مما أجريت عملية لاقتلاع عينه وحاليا يعاني من عينه الثانية واحتمال كبير أن تلاقي عينه المصير نفسه، وحاليا ينهي تعليمه الثانوي رغم الصعوبات التي لا زال يواجهها.

تقول والدته " منذ صغره وأنا أتنقل بين الأطباء والمستشفيات من اجل علاجه وكانت حالته تزداد سوءا، وقد كنت قد قدمت على تصريح لعلاجه داخل الأراضي المحتلة عام48 إلا أنني رفضت امنيا من قبل إسرائيل".

كل منهم له شخصية تختلف عن الأخرى، كل منهم له مكان يختلف عن الآخر بقلبي –تلوح الدموع بعيني أم خالد وتكمل حديثها- كل واحد منهم ربيته عن عشرة أبناء، وقت وجهد ورعاية كبيرة أوليتها لهم على حساب عائلتي وزوجي من اجلهم، كنت ألبي احتياجاتهم في حين لا ألبيها لإخوتهم الطبيعيين.

كما ولدى العائلة مصابين وهما خالد 37 عاما ومحمد 25 عاما خلال الانتفاضة، حيث فقد محمد إصبعه نتيجة قذيفة أصابته.

هبة من الله
بعزيمة كبيرة تتابع أم خالد "كرست حياتي كلها من اجلهم، لم ابخل عليهم بشيء، كانت مشاعري تمتزج بين العطف والشفقة وبين قناعتي أن اجعلهم يعتمدون على أنفسهم وازرع بهم الثقة بالنفس وأشجعهم على الاستمرار وممارسة حياتهم بشكل طبيعي كبقية الأصحاء، كنت دائما أقول لهم إن الله اخذ منكم نعمة ولكنه استبدلها بنعمة أخرى وعوضها بشيء آخر وعليهم أن يبحثوا عنها وألا يستسلموا للظروف".

كلمات معبرة ترجمتها أم خالد على ارض الواقع عندما وفرت احتياجات أبنائها من خلال تذليل العقبات أمامهم، فكانت العينين التي يرون بها محيطهم والعالم من حولهم والرئة التي يتنفسون من خلالها.

وتتابع قائلة " لقد حاولت أن أقوم بتغيير كل شيء بالمنزل لتسهيل حياتهم، وقمت بإنشاء حمام خاص بمصطفى ومحمود في غرفتهم وكنت أعلمهم كيفية استخدام الأدوات وكل ما يحتاجونه والسير والتنقل والاعتماد على النفس".

كما وقمت بإجراءات نقل لإخوتهم للمدرسة نفسها حتى يتمكنوا من إيصالهم للمدرسة والعودة معهم، وحاولت مع زوجي تدبر عمل لهم بما يناسب قدرتهم وشجعناهم على التجربة، ولا زلنا نساعدهم ونقدم لهم الدعم المادي والنفسي، ويقوم إخوتهم بمساعدتهم ولا يبخلون عليهم بأي طلب.

بملامح جبارة تنهدت أم خالد " فرحتي بهم تختلف عن بقية إخوتهم، وكلما رايتهم أمامي ابتسم وامسح دمعتي، هم سندي وفخري وعزوتي التي أفتخر بها أمام الناس، رغم الظروف الصعبة التي مررنا بها والصعوبات إلا أنني لن أيأس حتى أوفي حقهم وانهي مسؤوليتي اتجاههم حتى أموت وضميري مرتاح".

تلبية الاحتياجات
أما عن الظروف المادية والمعيشية التي تعيشها الأسرة تذكر أم خالد " رغم كل شيء ووضعنا المالي إلا أنني بحاتي كلها لم اطلب من احد مساعدة ولم نمد أيدينا أنا ووالدهم للناس، بل اعتمدنا على أنفسنا وساعدت زوجي بعمله بالخياطة وحاولنا أن لا ننقص عليهم شيء، وكنا نلبي حاجاتهم الطبية خاصة أنها مكلفة ولكننا لم نتذمر، كانت ثقتنا بالله كبيرة ونعتمد على رزقه".

وتشير أم خالد أن رائد وسائد يحصلون على مساعدات غذائية من الوكالة كل ثلاثة شهور وهناك مساعدات مالية تقدمها وزارة الشؤون الاجتماعية للأربعة إلا أن ما يحصلون عليه لا يكفي حاجتهم ولا يسد الرمق.

أما أبو خالد الجوهري (54 عاما) يتحدث بمرارة عن الظروف الصعبة التي وضعت عائلته بها نتيجة الظروف المادية الصعبة وظلم المجتمع لأبنائه وظلم المؤسسات الصحية والمؤسسات التي تعنى بذوي الاحتياجات الخاصة والجهات الرسمية.

ويقول : " الحمد لله على كل شيء، لقد رضيت بما منحني إياه ربي وراضي به، وأحاول قدر المستطاع أن ألبي احتياجاتهم رغم الظروف الصعبة التي أواجهها، وعدم رحمة الناس بنا، ومصاريف العلاج بالمراكز الاستغلالية، فلا يوجد هناك رعاية طبية تليق بالمكفوفين بشكل مجاني أو جزئي، ونتحمل كافة التكاليف دون مساعدة أحد".

مسؤولية كبيرة وقعت على عاتق عائلة الجوهري يحاولون قدر المستطاع القيام بها على أكمل وجه كما يقول الأب " مسؤوليتنا كبيرة ولكنني افتخر بهم جميعا وافتخر بالجهد الذي بذلناه من اجل رؤيتهم يعيشون وضع مستقر مع عائلاتهم، ولا اطلب سوى منحهم حقوقهم فما متوفر نقطة في محيط، ولا نتسول شفقة عليهم، بل من واجب الجهات المسؤولة والمجتمع توفير لوازمهم وتامين حياة كريمة لهم، وكل عائلة معرضة أن يكون احد أبنائها من ذوي الاحتياجات الخاصة".

وتطالب عائلة الجوهري الجهات المسئولة بتوفير حقوق أبنائهم وتوفير فرص عمل لهم ليعيشوا حياة كريمة وطبيعية كبقية أفراد المجتمع، وتامين احتياجاتهم الصحية والنفسية والمادية.

https://www.youtube.com/embed/33Ds-Iv0UR0

نسال الله لهم الحياة الكريمة والتمسك بكتاب الله وسنته
بارك الله فيك
امين