منتديات بيرق الحق الإسلامية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يا*** واهلا وسهلا فيك نورت المنتدى***
منتديات بيرق الحق الإسلامية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يا*** واهلا وسهلا فيك نورت المنتدى***
منتديات بيرق الحق الإسلامية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات بيرق الحق الإسلامية

يهتم بكل ما يخص الإسلام والمسلمين
 
الرئيسيةالبوابةاليوميةمكتبة الصورالمنشوراتس .و .جبحـثأحدث الصورالأعضاءالتسجيلدخول
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» صوتيات ومرئيات معركة طوفان الأقصى
تحميل ملف ثوابت الايمان بعد رمضان I_icon_minitimeالأحد أكتوبر 15, 2023 6:20 pm من طرف الاصيل

» أمتي أمتي mp3 فريق الوعد للفن الإسلامي
تحميل ملف ثوابت الايمان بعد رمضان I_icon_minitimeالجمعة أكتوبر 06, 2023 10:57 pm من طرف المدير العام

» سجل حضورك بأتشودة
تحميل ملف ثوابت الايمان بعد رمضان I_icon_minitimeالأحد أكتوبر 01, 2023 5:17 pm من طرف ايمان

» يللا ع القدس mp3 كفاح زريقي
تحميل ملف ثوابت الايمان بعد رمضان I_icon_minitimeالجمعة سبتمبر 29, 2023 3:24 am من طرف البيرق الاخضر

» اتصال هاتفي بينهم.. سكلانص لمحمود عباس: أهالي الضفة سيطردوكم قريبا
تحميل ملف ثوابت الايمان بعد رمضان I_icon_minitimeالخميس سبتمبر 28, 2023 1:16 am من طرف ابو العبد

» *نشيد سالت دموعي *بدون ايقاع*
تحميل ملف ثوابت الايمان بعد رمضان I_icon_minitimeالسبت سبتمبر 16, 2023 10:33 pm من طرف المدير العام

» ابن العارضة خطط خطط علم عليهم علم mp3
تحميل ملف ثوابت الايمان بعد رمضان I_icon_minitimeالسبت سبتمبر 16, 2023 10:02 pm من طرف المدير العام

» اناشيد حماس الجميلة_2_mp3
تحميل ملف ثوابت الايمان بعد رمضان I_icon_minitimeالأربعاء سبتمبر 13, 2023 5:14 pm من طرف البيرق الاخضر

» دحية سجل عندك يازمان غزة حرة وما تنهان mp3 وmp4 رمزي العك
تحميل ملف ثوابت الايمان بعد رمضان I_icon_minitimeالأربعاء سبتمبر 13, 2023 4:47 pm من طرف البيرق الاخضر

ازرار التصفُّح
 البوابة
 الصفحة الرئيسية
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 ابحـث
منتدى
التبادل الاعلاني
احداث منتدى مجاني
سحابة الكلمات الدلالية
أبطال كراميش أسرار وبعون حماس 2022 نغمة بسام ياحمام المدينة نغمات صاير ملفات السمعية الحرية وصلة جرار دحلان القدس محمد فلسطين سورة الله النبي نشيد 2010
ازرار التصفُّح
 البوابة
 الصفحة الرئيسية
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 ابحـث
Like/Tweet/+1
Like/Tweet/+1
Like/Tweet/+1

 

 تحميل ملف ثوابت الايمان بعد رمضان

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
البيرق الاخضر
المشرف العام
المشرف العام
البيرق الاخضر


5868

البطاقة البيرقية
الرتبة: 1
الجنسية: فلسطيني

تحميل ملف ثوابت الايمان بعد رمضان Empty
مُساهمةموضوع: تحميل ملف ثوابت الايمان بعد رمضان   تحميل ملف ثوابت الايمان بعد رمضان I_icon_minitimeالأحد أغسطس 26, 2012 2:37 am


ثوابت الايمان بعد رمضان
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://b-a-2-7.yoo7.com/
محمد
مشرف منتدى تسجيلات القران الكريم
محمد


1039

البطاقة البيرقية
الرتبة: 1
الجنسية: فلسطيني

تحميل ملف ثوابت الايمان بعد رمضان Empty
مُساهمةموضوع: رد: تحميل ملف ثوابت الايمان بعد رمضان   تحميل ملف ثوابت الايمان بعد رمضان I_icon_minitimeالإثنين أغسطس 27, 2012 6:34 pm

مشكور جدا وفي ميزان حسناتك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
المدير العام
المدير العام
المدير العام
المدير العام


5015

البطاقة البيرقية
الرتبة: 1
الجنسية: فلسطيني

تحميل ملف ثوابت الايمان بعد رمضان Empty
مُساهمةموضوع: رد: تحميل ملف ثوابت الايمان بعد رمضان   تحميل ملف ثوابت الايمان بعد رمضان I_icon_minitimeالسبت سبتمبر 15, 2012 4:09 am

في ميزان حسناتك
جاري التحميل






ثوابت الإيمان بعد رمضان



الدكتور صلاح سلطان
المستشار الشرعي للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية
www.salahsoltan.com



تقديم

الحمد لله الذي أتم لنا رمضان وبلَّغنا شوال، ونسأله سبحانه أن يبلَّغنا منازل الصديقين في أعلى الجنان، والصلاة والسلام على سيد الأنام ، سيدنا محمد وآل بيته وأصحابه الأعلام، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم العرض والميزان،....
وبعد ،،،
فإن كل ذي قلب يفرح لإقبال أمته على الله، ويحزن لإعراضهم عنه، وها هو رمضان قد مضى بأفراحه، ونرجو أن تباشر القلوبَ محبةُ الله حتى تصير نفحات رمضان ثوابت الإيمان في حياة أبناء الإسلام .
وكما عودنا المستشار الدكتور صلاح الدين سلطان أن يقدم دراسة تجمع بين النص والفكر، الأصل والواقع، الألم والأمل، والعمل بهذه الثوابت التي يجب أن تلازم المسلم في كل زمان ومكان.
أدعو الله العليم الخبير، أن ينفع به وبهذا العمل أهل البحرين خاصة، وأبناء الإسلام عامة، وهو نعم المولى ونعم النصير.


عبدالله بن خالد آل خليفة
رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية
شوال 1428هـ
أكتوبر 2007م


تمهيد

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، والصلاة والسلام على سيد أهل الأرض والسموات، ومن تبعه بإحسان من آل بيته وأصحابه والتابعين له إلى يوم الميعاد .
وبعد ،،،،،،،،،،

فإنني أسرُّ من القلب عندما أجد المسلمين في رمضان يملأون المساجد، ويمدون الموائد، ويكثرون البر، ثم آسف على قوم لم يتذوقوا حلاوة الإيمان، فتراجعوا بعد رمضان وتركوا ما كانوا فيه من إقبال على الرحمن، فاختلط الألم بالأمل، وعادتي أن أبحث عن العمل والحلّ، ووجدت أن أقدم من خلال المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بمملكة البحرين، ولإخواني المسلمين في الأرض رؤية فيها رصد الواقع بآلامه وآماله في هذه الظاهرة، وقدمت تساؤلات من القلب ليست عتابا بل مراجعة وإنصافا من النفس، ثم عرضت مقارنة بين ثوابت الدنيا الفانية، والآخرة الباقية، ليشعر كل منا بالخجل أن ثوابت الدنيا في انتعاش، وثوابت الآخرة في انكماش، ولعل النظر إلى خصائص الدار الآخرة إضافة إلى الدنيا يجعل المسلم يراجع نفسه ويحدث التوازن بين مطالب الدنيا والاستعداد للآخرة، وقدمت بعدها أربعة ثوابت لا يحق لمسلم أن تكون واحدة منها بين اهتمام وإهمال، وفي الأخيرة قدمت رؤية عملية تساعد من أراد أن يرقى بنفسه وينجو من عذاب ربه، ويحسن إلى نفسه وأهله ومجتمعه أن يقاوم هذا الفتور بعد النشاط، وآمل في نهاية البحث أن نصل بحق إلى تحقيق صبغة الله في حياتنا؛ حتى لا تتحول العبادات والأخلاق والشعائر إلى مواسم متقطعة، وقد نلقى الله في أية لحظة فلنحرص على أن نستعد بثوابت الإيمان للقاء ربنا سبحانه وتعالى في أي مكان أو زمان، وهو سبحانه الرحمن يعلم ضعفنا ونسأله أن يقوي في الحق عزائمنا، حتى نلقاه غير خزايا ولا مبدلين ولا مضيعين.


د. صلاح سلطان
المستشار الشرعي
للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية
شوال 1428هـ

أكتوبر 2007م




المطلب الأول: المسلمون أملٌ في رمضان وألمٌ بعده


أولا : المسلمون أمل في رمضان:

من يشاهد واقع المسلمين في رمضان لا يستطيع أن يخفي فرحته البالغة بهذا الإقبال على الله في المشاهد العديدة ومنها ما يلي :.
إقبال عدد كبير على الصلوات في المساجد خاصة في صلاة الفجر، حتى إن بعض المساجد تكون مثل صلاة الجمعة، وفي التراويح يسارع الرجال والنساء إلى بيوت الله يلوذون بها في الليل أملا في مغفرة ذنوب الليل والنهار بل طوال العام.
إقبال على قيام الليل في العشر الأواخر حتى رأيت في بعض البلاد النساء يفترشن– فضلاً عن الرجال – الشوارع كي يصلوا ويتابعوا القيام والخواطر الإيمانية.
برامج دعوية في المساجد من الدروس والمحاضرات والخواطر والفتاوى، وحفظ وتجويد القرآن، وعكوف على قراءة الورد القرآني.
موائد الرحمن التي تملأ بيوت الله تعالى ، ويغدو إليها الأغنياء والفقراء في تقارب يكاد يزيل الفروق المصطنعة بينهما .
دعوات بين الأهل والأقارب والأرحام والأصدقاء للإفطار سوياً ، وتبادل أطراف الحديث، وتجديد علائق الود ، وتجسيد معابر الحب .
صدقات تجري كالريح المرسلة سواء كانت زكاة مال أو فطر أو كفارات، أو صدقات للقربات، وحقائب أطعمة للفقراء والمساكين.
مسابقات متنوعة بين تذكير بآيات وأحاديث، ومواقف رائعة للصحابة والتابعين والسلف الصالح.
لقاءات بين القيادات الإسلامية سواء في مكة أو المدينة أو العواصم الإسلامية لمناقشة هموم الأمة ، وآمال المستقبل وخطط العمل الواجب نحو هذه الهموم .
سفريات يقطعها مسئولو المؤسسات الإسلامية عبر البحار والمحيطات لزيارة ذوي الفضل يطلعونهم على إنجازاتهم، ويجددون العهد في دعمهم وتقوية ظهورهم في المساندة المالية، أو النصيحة المعنوية أو المشاركة في رسم الخطط المستقبلية.
شغف بالعمرة والزيارات إلى مسجد النبي r، حيث يزور المسجد الحرام والنبوي في رمضان مالا يقل عن عشرة ملايين مسلم طوال الشهر يغسلون ذنوبهم بدموعهم ، ويشتد نحيبهم على ماضيهم ويتوسلون إلى ربهم أن يمن عليهم بالرحمة والمغفرة والعتق من النار .
برامج تلفزيونية في القنوات الإسلامية وشبه الإسلامية لكبار العلماء والدعاة والقراء والمفتين ، في ثراء نادر ومتجدد ، ومتنوع بين جميع المنابع من تفسير للقرآن وتجويد ، أو شرح للأحاديث ، أو استخلاص العبر من السيرة، أو التذكير بالتاريخ الحضاري الكبير لأمة الإسلام ، أو الإنشاد الديني ، أو المسلسلات الهادفة ، أو المسابقات المتنوعة ، أو الحوار بين الدعاة ، أو تقييم وتحليل لأوضاع الأمة الإسلامية ، وطرح علاج لآلامها الموجعة وأوضاعها المفجعة .
لوحات تهنئة برمضان في الشوارع والطرقات وتذكير بأنواع البر فيه، ودعوى لأنشطة رمضانية نهارية وليلية، ومنشورات وكتب وشرائط كاسيت وممغنطة توزع مجاناً أو بأسعار زهيدة لتذكير المسلمين بالأوراد الإيمانية في رمضان وغيره.
فعاليات عديدة لإحياء القلوب وتذكير النفوس بالأقصى الأسير، وأهل فلسطين الذين نكبوا بالصهاينة وعملائهم، فاجتمعت عليهم كماشة "بعيد يهاجمني، وقريب ملكته أمري"، وأملاً متجدداً أن تعود الأرض ويُحمى العرض ويتحرر الأقصى، وتتنفس القدس الصعداء.


ثانيا : المسلمون ألمٌ بعد رمضان:


من خلال جولاتي في أرض الله تعالى في الدول العربية ، وولايات أمريكا الشمالية، والبلاد الأوربية، والقارة الهندية، والأراضي الصينية، والبلاد الإسلامية المتحررة من القبضة الروسية، .... أجد أن هناك ألماً كبيراً يعقب رمضان، كأن صلاة عيد الفطر بمثابة احتفال بنهاية العبادة للرحمن أو التخفف من الواجبات، والردة إلى العوائد، ومن ذلك ما يلي:-
تعود المساجد الملأى خاوية تشكو إلى الله هجر المسلمين لها بعد رمضان، وتخلو الصفوف في الفجر والعشاء من هؤلاء الزوار في رمضان، وكأنها تناديهم أريدكم عماراً لا زواراً، أريد أن أكون سفينتكم إلى رضا ربكم والجنة، أريد أن أراكم وتضمكم أجنحتي وتظللكم مآذني وقبابي، أريد أن تعودوا إليّ فقد اشتقت إلى إقبالكم وركوعكم وسجودكم كي أشهد لكم في يوم يأتي بغتة في رمضان أو شوال أو شعبان أو ... أريد أن تعودوا إليّ عوداً كريماً دائماً لا يفّرقنا إلا سكرة الموت أحفكم بين أضلعي، وأودعكم بصلاة الجنازة ، فلن تبرح الأرض حتى تمر عليّ ، فكن دائما معي، حتى ألقاك يوم القيامة أحملكم إلى أرفع منازلكم في الفردوس الأعلى من الجنة .
يفتر كثير من المسلمين عن قيام الليل بعد شهر من صلاة التراويح، فيظلم الليل بالنوم العميق، ويقسو القلب بالغفلة عن هذا الخير الوثيق ، والبحر العميق من الحسنات المكنونة في طيات ليل المحبين لله رب العالمين .
تتحول موائد الرحمن إلى خُوَان، تخلو من طعمة للمساكين، وشربة للمحتاجين، يشكون بعد رمضان خلو معدتهم، وتراجع ما يسد خلتهم، ويشبع مخمصتهم، فتعود إليهم آلام الجوع، وحسرة الحرمان .
تتراجع الأسر والأرحام والأهل والأصحاب والإخوان عن الاجتماع حول الطعام، ويلعب الشيطان ليستدعي الفرقة والخصام، أو فتور علائق الحب والود والسلوان.
تتراجع البرامج الدينية سواء في المساجد أو القنوات التلفزيونية أو الجرائد والمجلات اليومية والأسبوعية، ويحدث جفاف في المادة العلمية التي تحيي النفوس الشاردة، والعقول الراكدة.
تبخل الأيدي عن العطاء، والنفوس عن السخاء، ويستشعر الفقراء برحيل رمضان أن إخوانهم الأغنياء، قد عادوا إلى عادة الإمساك عن البذل والعطاء، ويشكون أمرهم إلى رب الأرض والسماء.
يعود المدخنون إلى عوائدهم في التدخين، وكأن الإجازة عن الحرام في النهار قد انتهت ليصل الليل بالنهار بعادة رديئة، تفسد العقل والجسم والحس والوجدان، وتحول الإنسان إلى أسير لهذا الدخان.
يشكو القرآن من شوال إلى شعبان طول الهجران، واستمرار النسيان، أن يشدو المسلمون ليلاً ونهاراً بالقرآن، ويجعلوه سميرهم في الأفراح والأحزان، ورفيق دربهم في البادية والعمران، حتى يرضى عنهم الرحمن، ويدخلهم به في أعلى الجنان.


المطلب الثاني : تساؤلات - بل الإنسان على نفسه بصيرة


إنني بكل حب أهمس في أذن كل أخ وأخت، أن نسأل أنفسنا قبل أن يسألنا ربنا يوم أن نلقاه كما قال سبحانه : "وَإِنَّهُ ۥ لَذِكۡرٌ۬ لَّكَ وَلِقَوۡمِكَ‌ۖ وَسَوۡفَ تُسأَلُونَ" (الزخرف:٤٤)، وكما قال سبحانه أيضا : "سَتُكۡتَبُ شَهَـٰدَتُهُُمۡ وَيُسأَلُونَ" (الزخرف من الآية: ١٩).

من مَّنا كان يركب حماراً أو جملاً أو فرساً ثم صار يركب السيارات الفارهة، ثم عاد بعد مدة يركب الحمار والجمل والفرس في كل تحركاته وأسفاره ؟؟
من مَّنا كان يجلس في صيف يوليو وأغسطس بدون مروحة ولا تكييف ثم اتخذ مروحة ثم مكيفات هوائية، ثم بسهولة يعود إلى الحياة بدون مكيفات أو حتى مراوح ؟؟
من مَّنا كان يلتقط الأخبار من الجرائد والمجلات، ثم فتحت العين على شاشات التلفزيونات والفضائيات، ثم فجأة استغنى بالجرائد والمجلات عن هذه المستحدثات ؟؟
من مِّنا كان يأكل القديد من الخبز، والجريش من الملح، والقليل من اللحم والثريد من الطعام، ثم تحول مطبخنا إلى موائد وفيرة وأطقم من الملاعق والأطباق كثيرة، وثلاجات وبوتاجازات وميكروفات وخزانات، وتنوعت المطاعم إلى مقبلات وسلطات ونشويات وبروتينات وحلويات ومشروبات، ثم عاد إلى طعامه الأول مزقة لبن، أو تمرات أو خبزاً وملحاً ولقيمات ؟؟
من مَّنا كان يغسل أو تغسل الملابس والأواني باليدين، فتدب العافية في الأبدان، ثم صارت غسالات الأطباق والملابس بنوعيها "الغسيل والتجفيف الجزئي والكلي" ثم عاد أو عادت "ريمة إلى عادتها القديمة" يغسل أو تغسل بكلتا اليدين ؟؟!
من مَّنا يذكر يوم أن كانت الحمّامات ضيقة صغيرة، يحمل معه الماء للاستنجاء، وإذا جف الماء استنجى بالحجارة، ثم صارت الحمامات فيها مقاعد وفيرة، مكسوة بالمفارش ومحفوفة بالستائر ومدعومة بالبانيوهات والحنفيات والمنظفات، ثم عاد على عقبيه إلى الحمام الأول ؟؟!!
من مَّنا كان يركب ويضرب أكباد الإبل كي يطمئن على أخبار الأهل والإخوان والشعوب والبلدان ثم صارت الرسائل والتليفون الأرضي، ثم صار في جيب الرجال والنساء والشباب والفتيات المحمول والمنقول من أنواع بديعة من التليفونات أشبه بالتلفزيونات، وتستدعي الإنترنيت من أي مكان وتحفظ المعلومات والأرقام والرسائل وأنواع "الرنات"، ثم فجأة قال: لأطلقن هذه التلفونات الثابتة والمتحركة ثلاثا، وسوف أعود بنفسي إلى جمع الأخبار بين النجوع والجبال والسفوح والوديان؟؟!
من مَّنا يذكر عندما كان عنده من كل ملبس نوعان أو ثلاث، تكفي لكل المناسبات، ويعلقها على حبل مشدود بين مسمارين أو وتدين، ثم صارت ملابس لا تعد ولا تحصى، وأطقم ذات ألوان متناسقة وماركات متعددة، وموضات متغايرة، ودواليب طبقات بعضها فوق بعض، ومنها ما هو للمطويات وأخرى للمبسوطات، ثم عاد بعد هذا إلى ملبس واحد أو اثنين، واستغنى عن هذا الكم الهائل من الملبوسات ؟؟!!
من مَّنا يذكر يوم كان يفترش الأرض ويلتحف السماء ، وإن أكرم نفسه نام على جلد بعير أو غنم أو ماعز ، ثم صارت في غرف النوم سرر مرفوعة ، وأكواب موضوعة ، ونمارق مصفوفة ، وزرابي مبثوثة ، وفرش مبسوطة، فالأرض الرملية أو الترابية واراها الأسمنت ثم البلاط والرخام ثم الموكيت وفوقه السجاد ، وتسريحة للشعر وأوعية للملابس ، ودفايات ومراوح ومكيفات ، و.. ثم عاد إلى النوم على الأرض أو أكرم نفسه بجلد بعير أو ماعز ؟!! .
من مَّنا كان يدون كل شيء في كراس أو كشكول ثم تطور إلى الآلة الكاتبة ، ثم الحاسب الآلي الذي صار عقلاً صناعياً يسابق وينشط ويخدم العقل الرباني، ثم فجأة أبعد الكمبيوتر ، وأزاح الآلة الكاتبة والفاكس والإسكانر ، والطابعة ، وقرر أن يعيش على الأقلام والقراطيس ؟!!
من منا كان يعيش في خيمة أو بيت صغير فيه البساطة والفطرة ، فيه النوافذ المشرفة على صفاء السماء ، وخضرة الأرض أو رمال الصحراء ، ثم انتقل إلى بيت صخري ، وبنيان قوي ، طبقات بعضها فوق بعض ، مع غرف عديدة ، ونوافذ قليلة ، وستائر كثيفة ، وفرش وسجاد وورق جدران ورخام ، وطاولات وإضاءات في الأرض والأسقف ، ومكيفات ومراوح ولمبات ، وطفايات وزهريات ونباتات مصنوعة، ومكتبات ولوحات ، ثم فجأة قرر أن يعيش على البساطة الأولى، والأيام الخوالي ؟!!
مع هذه الأسئلة نحتاج أن نعود بالذاكرة إلى حياة النبي r قدوتنا .

كيف كان يعيش النبي :

عاش النبي r في منزل لا يعرف الأثاث ولا الرياش .. فلم يكن فيه بساط قط.. ولا كان يستر حيطانه من الطين شيء من الأصباغ.. ولا تسويه بالملاط..
ولما دخل على النبي r عدي بن حاتم الطائي وهو ملك طيء وسيدهم وحبرهم..وقد علق صليبا من الذهب في صدره..واستضافه النبي r في منزله .. لم يجد النبي r ما يقدمه لضيفه ليجلس عليه إلا وسادة واحدة من ليف وضعها النبي r لضيفه ليجلس عليها ..وجلس رسول الله على الأرض...!!
ولم يعرف بيت النبي r مطبخا .. ولا كان فيه فرن .. وكان يمر شهران كاملان ولا يوقد في بيت الرسول r نار قط.. وكان يعيش الشهر والشهرين على الماء والتمر فقط.. ومن الأدلة على ذلك ما يلي:
روى البخاري بسنده عن أم المؤمنين عائشة t: "كنا نتراءى الهلال والهلال والهلال ثلاثة أهلة في شهرين .. ولا يوقد في بيت الرسول نار!! قيل: فما كان طعامكم ؟ قالت : الأسودان .." التمر" و "الماء"...!! ولم يكن يجد آل محمد r التمر في كل أوقاتهم.. بل كان رسول الله r يمضي عليه اليوم واليومان وهو لا يجد من الدقل "التمر الرديء"ما يملأ به بطنه..
روى البخاري بسنده عن عائشة t قالت: "ما شبع آلُ محمدٍ r من خُبز بُرٍّ مأدومٍ ثلاثةَ أيام حتى لحقَ باللهِ". (صحيح البخاري - باب إذا حلف أن لا ياأتدم فأكل تمرا بخبز وماء - حديث رقم : 6539).
روى المنذري عن سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ t قالَ: "مَا رَأى رَسُولُ اللّهِ النَّقِيَّ مِنْ حِينِ ابْتَعَثَهُ اللّهُ تَعَالَى حَتَّى قَبَضَهُ اللّهُ، فَقِيلَ: هَلْ كَانَ لَكُمْ في عَهْدِ رَسُولِ اللّهِ مُنْخُلٌ؟ قالَ: مَا رَأى رَسُولُ اللّهِ مُنْخُلاً مِنْ حِينِ ابْتَعَثَهُ اللّهُ حَتَّى قَبَضَهُ اللّهُ، فَقِيلَ: فَكَيْفَ كُنْتُمْ تَأْكُلُونَ الشَّعِيرَ غَيْرَ مَنْخُولٍ؟ قالَ: كنَّا نَطْحَنُهُ وَنَنْفُخُهُ، فَيَطِيرُ مَا طَارَ، وَمَا بَقِيَ ثَرَّيْنَاهُ". (الترغيب والترهيب ، المنذري ، كتاب التوبة والزهد ج4 ، رقم الحديث 4955).
بعض هذه التساؤلات التي أرجو أن نصدق الله في الإجابة عليها يثور سؤال هل حرام أن نستمتع بهذه الطيبات والزينات من الأطعمة والألبسة والمراكب والأدوات والمخترعات ؟!
أقول قطعاً: ليس هذه حراماً ، قال تعالى:"قُلۡ مَنۡ حَرَّمَ زِينَةَ ٱللَّهِ ٱلَّتِىٓ أَخرَجَ لِعِبَادِهِۦ وَٱلطَّيِّبَـٰتِ مِنَ ٱلرِّزۡقِ‌ۚ قُلۡ هي لِلَّذِينَ ءَامَنُواْ في ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا خَالِصَةً۬ يَوۡمَ ٱلۡقِيَـٰمَةِ‌ۗ كَذَٲلِكَ نُفَصِّلُ ٱلۡأَيَـٰتِ لِقَوۡمٍ۬ يَعۡلَمُونَ" (الأعراف: ٣٢).
لكني أطرح السؤال من جانب آخر.
كيف توسعنا في ثوابت الدنيا (الحلال) وقلّلنا ثوابت الآخرة ؟! ، لا مانع أن يوازن الإنسان قطعاً بين ثوابت الدنيا والآخرة ، وفي هذه نصوص عديدة منها قوله تعالى:-
"وَمِنهُم مَّن يَقُولُ رَبَّنَآ ءَاتِنَا في ٱلدُّنيا حَسَنَةً۬ وَفِى ٱللآَخِرَةِ حَسَنَةً۬ وَقِنَا عَذَابَ ٱلنَّار" (البقرة: ٢٠١).
"وَٱبۡتَغِ فِيمَآ ءَاتَاكَ ٱللَّهُ ٱلدَّارَ ٱللآخِرَةَ‌ۖ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ ٱلدُّنيا‌ۖ وَأَحۡسِن ڪَمَآ أَحسَنَ ٱللَّهُ إِلَيۡكَ‌ۖ وَلَا تَبۡغِ ٱلۡفَسَادَ في ٱلۡأَرۡضِ‌ۖ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ ٱلۡمُفۡسِدِينَ" (القصص: ٧٧).
"لَعَلَّڪُمۡ تَتَفَكَّرُونَ (٢١٩) فِى ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأَخِرَةِ‌ۗ ...." (البقرة: من الآيتين 219,220).
"وَلَا تُفۡسِدُواْ فِى ٱلۡأَرۡضِ بَعۡدَ إِصۡلَـٰحِهَا وَٱدۡعُوهُ خَوۡفً۬ا وَطَمَعًا‌ۚ إِنَّ رَحۡمَتَ ٱللَّهِ قَرِيبٌ۬ مِّنَ ٱلۡمُحۡسِنِينَ" (الأعراف: ٥٦).
ما رواه مسلم بسنده عن أبي هريرة t أن رسول الله r كان يقول: "اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري . وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي . وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي . واجعل الحياة زيادة لي في كل خير . واجعل الموت راحة لي من كل شر" (المسند الصحيح  -  الرقم 2720).
ورد لفظا الدنيا والآخرة 111 مرة لكلٍ ، أي العدد نفسه هو هو ، مما يشير إلى ضرورة التوازن الدقيق بين ثوابت الدنيا والآخرة .
وفيما يلي أبين جزاً من صورة الدنيا والآخرة في القرآن الكريم والأحاديث الصحاح من السنة النبوية الشريفة .


المطلب الثالث : الدنيا والآخرة في القرآن الكريم
والسنة النبوية


أولاً : الدنيا في القرآن الكريم والسنة النبوية :
من اللازم عقيدة ، والواجب شريعة أن نعّدل صورة الدنيا في قلوبنا وعقولنا من العرف الجاري إلى الشرع الرباني، حتى نتعامل معها كما هي ، كما وصفها سبحانه وتعالى ، وكما تحدث عنها في (111) موضعاً ، وقد جاءت النصوص النبوية تؤكد كل ما جاء في القرآن الكريم من صور حقيقية للدنيا، وهذه بعض جوانب هذه الصور :-
الدنيا متاع الغرور : توصف الدنيا بأنها متاع في أكثر من ثلاثين آية ، والمتاع كما قال ابن منظور المصري هو كل شيء ينتفع به ويتبلّغ به ، الفناء يأتي عليه، لذا سمي الذي يقطع إحرامه بين الحج والعمرة متمتعاً، ومن تزوج امرأة متعة ففارقها بعد وقت لأنه لايريد إدامتها لنفسه ، ومتعة الطلاق تكون مرة وتنقطع ، ونقل عن الأزهري قوله : (يا قوم إنما هذه الحياة الدنيا متاع) أي بُلغة تبلَّغ به لابقاء له ، وهي فوق ذلك دار الغرور كما وصفها الله تعالى مرتين للدنيا وثلاث مرات للشيطان كما جاء في قوله تعالى :.
- "اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ" (الحديد: 20).
- "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ" (فاطر: 5).
والغرور كما جاء في المعجم الوسيط هو كل ما غرَّ الإنسان من مالٍ أو جاه أو شهوة أو إنسان أو شيطان، وما يتغرغر به من الأدوية.
وفي لسان العرب لابن منظور الغرور من غرَّ يغرَّ غروراً وغيرة فهو مغرور وغرير أي خدعه وأطعمه بالباطل، والغرور عند الزجاج : الأباطيل، وهو الشيطان لأنه يغرُّ الناس بالوعد الكاذب .
يؤكد هذه المعاني أن الدنيا دار متاع زائل وغرور فان قوله تعالى :
" زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ" (آل عمران: 14).
۬‌ۗ قُلْ مَتَاعُ الدَّنْيَا قَلِيلٌ وَالآخِرَةُ خَيْرٌ لِّمَنِ اتَّقَى وَلاَ تُظْلَمُونَ فَتِيلاً " (النساء: 77).
وتؤكد الأحاديث النبوية هذا المعنى أن الدنيا متاع زائل ومن ذلك ما رواه مسلم بسنده عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله r قال : (الدنيا متاع وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة) (صحيح مسلم - كتاب الرضاع - باب خير متاع الدنيا المرأة الصالحة, حديث رقم: 1467) ، ومنه ما ربط فيه النبي r بين حضارة الدنيا إضافة إلى نعيم الآخرة في الحديث الحسن الصحيح الذي رواه الترمذي بسنده عن أبي هريرة t قال : قال رسول الله r يقول الله : (أعددت لعبادي الصالحين مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر واقرؤوا إن شئتم "فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعلمون", وفي الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها ، واقرؤوا إن شئتم "وظل ممدود", وموضع سوطٍ في الجنة خيرٌ من الدنيا وما فيها ، واقرؤوا إن شئتم "فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور") (سنن الترمذي - كتاب تفسير القرآن عن رسول الله - باب ومن سورة الواقعة, حديث رقم: 3292).
الدنيا دار لعب ولهو وزينة :
ورد في القرآن الكريم أن الدنيا دار لعب ولهو وزينة ، ومن ذلك قوله تعالى:.
· " وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ " (الأنعام: ٣٢).
· " وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ"(العنكبوت:٦٤).
وهذا يؤكد أنها ليست للاستقرار والحياة الدائمة ، فهي مجرد لعب ولهو ، وزينة خارجية لكن الفناء يلاحقها ، والموت يتابعها ، ولا يبقى منها شيء إلى الدار الآخرة إلا فنى لقوله تعالى : "كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ وَيَبقَىٰ وَجهُ رَبِّكَ ذُو ٱلجَلَاٰلِ وَٱلإِكۡرَام"ِ (الرحمن: 26,٢٧)، وهكذا يجب أن تكون الدنيا في يد المؤمن لأنها تتركه أو يتركها هو ، فإن كانت في يده خرجت بلا عناء ، وذهبت بلا حسرة ، أو مال عنها الإنسان إلى ربه مغتبطاً بما أعده الله له من منازل الصالحين لقوله تعالى: "وَلَدَارُ الآخِرَةِ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ اتَّقَواْ" (يوسف: من الآية109).
وفيما يلي نستعرض بعض صفات الآخرة في القرآن الكريم والسنة النبوية .
ثانياً : الآخرة في القرآن الكريم والسنة النبوية :
ورد لفظ الآخرة في القرآن الكريم بنفس العدد الذي وردت به لفظ الدنيا (111) مرة ، لكن للآخرة صفات كثيرة أهمها:
أولا : الآخرة أطول زماناً من الدنيا :-
مما لاشك فيه من نصوص القرآن والسنة أن الآخرة هي الأطول زماناً لقوله تعالى:
· "وَمَا هَـٰذِهِ ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَآ إِلَّا لَهۡوٌ۬ وَلَعِبٌ۬‌· ۚ وَإِنَّ ٱلدَّارَ ٱلۡأَخِرَةَ لَهِىَ ٱلۡحَيَوَانُ‌· ۚ لَوۡ ڪَانُواْ يَعۡلَمُونَ" (العنكبوت: ٦٤).
· "وَيَوۡمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ يُقۡسِمُ ٱلۡمُجۡرِمُونَ مَا لَبِثُواْ غَيۡرَ سَاعَةٍ۬‌· ۚ كَذَٲلِكَ كَانُواْ يُؤۡفَكُونَ" (الروم: ٥٥).
· قال r: "والله ما الدنيا في الآخرة إلا مثل ما يجعل أحدكم إصبعه هذه وأشار بالسبابة في اليم فلينظر بم يرجع"(صحيح مسلم - كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها - باب فناء الدنيا وبيان الحشر يوم القيامة - حديث رقم: 2858).
هذه النصوص تؤكد الحقيقة التي يجب أن ترسخ في عقل ووجدان كل منا أن الآخرة هي دار القرار ، وهي الحياة السرمدية ، ولا تساوي الدنيا ساعة من نهار الآخرة ، ولا تزيد أيضا عن حجم الماء الذي يحمله الأصبع الذي يغمس في البحر، هذه هي الآخرة تمتد أبد الدهر، ومن ساعاتها الأولى تتجاوز كل أيام الدنيا.
ثانيا: الدار الآخرة خيرٌ لأصحاب الإيمان :-
هناك نصوص تؤكد أن الآخرة خير للذين اتقوا، وأصحاب الإيمان والصدق مع الله تعالى منها قوله تعالى:-
" وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ " (الأنعام٣٢).
" وَالَّذِينَ هَاجَرُواْ فِي اللّهِ مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُواْ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَلَأَجْرُ الآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ " (النحل: ٤١).
وتؤكد الأحاديث النبوية هذا المعنى في تصوير مدهش كما رواه ابن ماجه بسنده عن أنس بن مالك: قال رسول الله r: (يؤتى يوم القيامة بأنعم أهل الدنيا من الكفار فيقال اغمسوه في النار غمسة فيغمس فيها ثم يقال له أي فلان هل أصابك نعيم قط ؟ فيقول لا ما أصابني نعيم قط ويؤتى بأشد المؤمنين ضرا وبلاء فيقال اغمسوه غمسة في الجنة فيغمس فيها غمسة فيقال له أي فلان هل أصابك ضر قط أو بلاء ؟ فيقول ما أصابني قط ضر ولا بلاء) (سنن ابن ماجه - كتاب الزهد - باب صفة النار - حديث رقم: 4321) ، وكذا الحديث الذي رواه مسلم بسنده عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله r : "إني لأعلم آخر أهل النار خروجا منها وآخر أهل الجنة دخولا الجنة رجل يخرج من النار حبواً ، فيقول الله تبارك وتعالى له اذهب فادخل الجنة ، فيأتيها فيخيل إليه أنها ملأى ، فيرجع فيقول: يا رب وجدتها ملأى ، فيقول الله تبارك وتعالى له اذهب فادخل الجنة ، قال فيأتيها فيخيل إليه أنها ملأى فيرجع ، فيقول يا رب وجدتها ملأى فيقول الله له اذهب فادخل الجنة فإن لك مثل الدنيا وعشرة أمثالها أو إن لك عشرة أمثال الدنيا قال فيقول أتسخر بي أو أتضحك بي وأنت الملك قال لقد رأيت رسول الله rضحك حتى بدت نواجذه قال فكان يقال ذاك أدنى أهل الجنة منزلة". (صحيح مسلم - كتاب الإيمان - باب آخر أهل النار خروجا - حديث رقم:186).
هذه النصوص الكثيرة تؤكد أننا بحاجة لمراجعة أنفسنا في هذه الزيادة المضطردة في متاع الدنيا وزينتها، والتراجع في ثوابت الآخرة حتى صارت العبادات موسمية، وأداء الواجبات مزاجية، والصبر على الطاعات مسألة وهمية، والنَّهم على الملذات مسألة حتمية، هذه تعد من جهد البلاء الذي أصاب الكثير من الرجال والنساء، فاجتهدوا في العبادة شهراً واسترخوا أشهراً ونسوا أن الحديث الذي يهزّ النفس من أعماقها، ويزيح عنها داء التسويف والتأجيل، والاسترخاء الطويل وهو ما رواه أحمد بسنده عن سهل بن سعد قال : قال رسول الله r: ، وإنما الأعمال بالخواتيم" (مسند أحمد - حديث أبي مالك سهل بن سعد الساعدي t - حديث رقم: 22328)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://b-a-2-7.yoo7.com
 
تحميل ملف ثوابت الايمان بعد رمضان
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات بيرق الحق الإسلامية :: بيرق الحق الاسلامي :: المنتدى الاسلامى-
انتقل الى: