التفكير السلبي
أي سلوك نقوم به هو نتاج أفكارنا، فعندما يملأ الإنسان عقله بالأفكار السلبية تخزن في عقله الباطن وتتحول بدورها إلى سلوكيات وعادات يومية.
أي شخص يحمل بداخله مشاعر قلق وشك، أو خوف ويأس، تتولد لديه أفكار تبرز هذه المشاعر، فتبنى عليها سلوكياته.. يكون سلبياً، لديه الخوف من أي فعل يقدم عليه لأنه يتوقع الفشل وعدم النجاح، ويتصرف باتجاه اليأس والإحباط.
صاحب هذا المظهر يرى أن المساحة مزدحمة، وفرص النجاح معدومة، كما أنه يحصر تفكيره في أحكام محددة نهائية، فمتى ما صدق معه شخص في موقف ما، كان هذا الشخص دائم الصدق في نظره، ولا يمكن الشك فيه، والعكس صحيح.
تكون رؤيته للحياة محددة، ضيقة متحجرة، مفترضاً أن على الجميع موافقته، لذا يجد نفسه وحيداً ناقماً على من حوله.
سنبدأ بمثال جديد يختلف عن مثال الكأس الذي اعتدنا عليه ( نصفه فارغ ونصفه ملآن ):
كنت في طريقك إلى العمل لتقديم عرض مهم للمدير قد يؤهلك لمنصب أفضل..تعطلت سيارتك في الطريق فتأخرت على الاجتماع؛ مما أدى لرفض عرضك ..
ماهو شعورك في تلك اللحظة؟؟
- تفكير المسار الواحد:صاحب هذا المظهر يفكر في مسار واحد، ينظر نظرة أحادية إلى الآلام والمحن بعيداً عن الجانب الآخر المزدهر.
تعود صاحب هذا التفكير أن يرى وجهاً واحداً واتجاهاً واحداً، فينتهي به الحال إلى أن يرى العلاقات قائمة على الصراع وأن البقاء للأقوى.
للإسلام رؤية خاصة في هذا الأمر، فنصوصه تظهر أن الخير والشر يكمنان في نوعية علاقتنا بطبائع الأشياء وردود أفعالنا تجاهها، وفي حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم دليل على ذلك: “عجباً لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إذا أصابته سراء شكر، فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر، فكان خيراً له”، والنبي عليه الصلاة والسلام يعلمنا في حديث آخر كيف نضيف نظرة إيجابية إلى النظرة السلبية لنرى فيها شيئاً آخر على نحو ما ورد في قوله: « لاتسبوا الحمى، فإنها تذهب خطأ بني آدم كما يذهب الكير خبث الحديد ».
- التفكير التبريري:في هذا المظهر يسعى الإنسان إلى تعليل وتبرير أفعاله ومواقفه، بهدف التهرب من المسؤولية عن التقصير في أداء واجب ما، أو التهرب من عمل لا ينبغي القيام به، وبذلك يبحث عن إيجاد أبواب للخروج من هذا التقصير.
في التفكير التبريري نوع من الإحساس بالضعف، خصوصاً أنه لا يتم اللجوء إليه إلا في حالة وجود مشكلة.
أصحاب النجاح ومن هم أقوياء لا يبررون، بل يسعون إلى شرح وتوضيح أسباب النجاح، ويشيعون في الجو العام روح الاعتزاز والتفاؤل.
كما أن التفكير التبريري بعمل على جعل الإنسان يشعر بشعور الدونية مع احتقار للذات، لذلك تجد أن الكثيرون يبررون تفرق المسلمين بسبب هيمنة الغرب الذين يسعون جاهدين إلى بث الفرقة والتشتت بين العرب، وفي ذات الإطار يبررون هيمنة اليهود وعلوهم مع ضآلتهم بسبب دعم الغرب لهم.
- التسويف والكسل والفتور:صاحب هذا المظهر مصاب بداء عضال، ودافع التسويف لديه هو الكسل والفتور، فيظل طيلة ليله ونهاره في تراخ وكسل مؤجلاً الأعمال مؤخراً الواجبات، فلا يتقدم من مكانه قيد أنملة، بل طريقه إلى الخلف أسرع.
هذا الكسل والفتور يورث الإنسان العجز، فيجعله يرضى بالاكتفاء ولا يرغب في الزيادة والارتقاء.
- كثرة الشكوى والتذمر:
صاحبه كثير التذمر، لا يعجبه شيء ولا يرضيه أمر، يستعجل النتائج دون تقديم أعمال، بعيد الرضا عن واقعه، وفي المقابل لا يفعل شيء حياله لتغييره، ينتظر أن تأتي السماء بمعجزة لتزيل العقبات وتحل المشكلات.
إذا شرع في أمر شرع دون تخطيط، ومع أول عقبة تقف أمامه تجده يتراجع ويلبس كل شيء حوله السواد، ملقياً بالنقائص والعيوب على أمره ذلك.
تجده بعيداً عن السكينة والهدوء، واطمئنان القلب لديه مفقود، مما يجعله بعيد الاستمتاع بحياته، لأن التذمر وعدم الرضا يلبساه ثوب السوداوية، فيصبح قاعداً عاجزاً ناقلاً تلك النظرة إلى من حوله فيقعدهم كما أقعد نفسه.
- النقد اللاذع والبعد عن طرح الحلول:تجد الإنسان هنا دائم النقد، يسعى دوماً إلى كشف العيوب، يقلل من الإنجازات والنجاحات إذا رأى مشكلة، ينتقد بنظرة بعيدة عن الموضوعية، لا يقدم حلاً، ولا يوضح سبباً، مكتفياً فقط بالنقد – الذي قد يكون لاذعاً – والجلوس خلف أسوار العجز والشعور بالدونية والحساسية المفرطة تجاه نجاحات الآخرين.
- التفكير العجول:
صاحبه ليس لديه القدرة على التفكير الهادئ، متسرع لا يناقش ما يسمع بهدوء وعقلانية، تغلب عليه العاطفة، ومتى كان ما يسمع موافقاً لهواه قبله دون إعمال الفكر فيه، وإذا خالف مزاجه، كان له موقفاً سلبياً على نحو سريع.
تجد صاحب هذا المظهر عندما يقع في مشكلة لا يفكر في كيفية المواجهة، ولا في الحلول التي يمكن استخدامها في المعالجة، كما أنه إذا بدأ عمل، يندم عليه ولا يكمله، وغالباً ما يجد الطرق أمامه مسدودة، إنتاجيته تكون ضعيفة وقدرته على التطوير محدودة.
- النمطية:صاحبه يحب الروتين، معتاد على الطرق التقليدية في إنجاز أعماله، لا يجدد ولا يبتكر، يرضى بما هو قائم، وقانع بما تم إنجازه، يركن إلى ما تعارف عليه الناس من منطلق ليس بالإمكان أفضل مما كان.
- دنو الهمة والاهتمامات:
في هذا المظهر يرضى الإنسان لنفسه دنايا الأمور، لا يطمح إلى الأفضل، لا ينأى بنفسه عن مجالس اللغو وإضاعة الوقت، همته تسفل به فيكون من سقط المتاع، لا يسأل عنه إذا غاب، ولا يسأل إذا حضر، حياته كموته، لا يسعى إلى تطوير ذاته وإمكانياته، يغلب عليه الركون إلى الدنيا، ولا تسعفه همته لقضاء حوائجه، فيكون عاجزاً خاملاً لا يعتمد عليه، بل يعتمد هو على الغير.
- ضعف الثقة بالنفس:ضمن هذا المظهر يرى الإنسان في نفسه أموراً كثيرة لا يعرفها، بل ويخاف أن يعرفها أو يتعامل معها، يشعر دائماً أن هناك من هو أفضل منه، يخشى أن يفعل أي شيء ويخاف من كل شيء، يرى الأمور صعبة للغاية ولا يستطيع التفكير بها، يخاف دائماً، يمر بحالة قلق، غاضب على ذاته ونفسه، يمر بحالة هبوط معنوي حاد.. متردد وسريع التسليم بالهزيمة.
—————————————————————————————-
لابد أن تقرر في قرارة نفسك أنك تريد التغيير، فقرارك هذا هو الذي سينير لك الطريق إلى التحول من السلبية إلى الإيجابية.
يمكن إدارة التفكير من خلال تعلم مبادئ التفكير الإيجابي، ويمكن إدارة الشعور من خلال تعلم مهارة الاتحاد والاتصال، بشكل عام يجب تعلم فن إدارة الذات من خلال تعلم واستخدام مبادئ التفكير الايجابي وتهيئة عقولنا للتغيير المطلوب لنحصل على النتائج المرغوبة.
نحتاج أن نبرمج أنفسنا إيجابياً لنكون سعداء ناجحين، نحيا حياة طبية نحقق فيها أحلامنا وأهدافنا، خاصة وأننا مسلمون ولدينا وظيفة وغاية لا بد أن نصل إليها لنحقق العبادة لله سبحانه وتعالى ونحقق الخلافة التي استخلفنا بها الله في الأرض .
• إذا لم ترضَ سوى بالأفضل فسوف تحصل عليه.
• إرفع مقاييسك ولا تكن مثل السيد العادي.
اقرأ ايضاً :
« ابنك والإنترنت… كيف تحميه وترشده؟
شارك مع اصدقائك
افكار, تفكير, سلبي, سلوك, شعور, عادة, عقل, مواجهة المناقشة
الق نظرة حول ما يدور من حوار حول هذه المادة .
» Comments RSS Feed
soha, في فبراير 23rd, 2010 قال : رد
كتير حلو الموضوع
و انشالله دائما نكون ايجابين و نبعد عن السلبية
: