منتديات بيرق الحق الإسلامية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يا*** واهلا وسهلا فيك نورت المنتدى***
منتديات بيرق الحق الإسلامية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يا*** واهلا وسهلا فيك نورت المنتدى***
منتديات بيرق الحق الإسلامية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات بيرق الحق الإسلامية

يهتم بكل ما يخص الإسلام والمسلمين
 
الرئيسيةالبوابةاليوميةمكتبة الصورالمنشوراتس .و .جبحـثأحدث الصورالأعضاءالتسجيلدخول
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» صوتيات ومرئيات معركة طوفان الأقصى
*من قصص الانبياء* I_icon_minitimeالأحد أكتوبر 15, 2023 6:20 pm من طرف الاصيل

» أمتي أمتي mp3 فريق الوعد للفن الإسلامي
*من قصص الانبياء* I_icon_minitimeالجمعة أكتوبر 06, 2023 10:57 pm من طرف المدير العام

» سجل حضورك بأتشودة
*من قصص الانبياء* I_icon_minitimeالأحد أكتوبر 01, 2023 5:17 pm من طرف ايمان

» يللا ع القدس mp3 كفاح زريقي
*من قصص الانبياء* I_icon_minitimeالجمعة سبتمبر 29, 2023 3:24 am من طرف البيرق الاخضر

» اتصال هاتفي بينهم.. سكلانص لمحمود عباس: أهالي الضفة سيطردوكم قريبا
*من قصص الانبياء* I_icon_minitimeالخميس سبتمبر 28, 2023 1:16 am من طرف ابو العبد

» *نشيد سالت دموعي *بدون ايقاع*
*من قصص الانبياء* I_icon_minitimeالسبت سبتمبر 16, 2023 10:33 pm من طرف المدير العام

» ابن العارضة خطط خطط علم عليهم علم mp3
*من قصص الانبياء* I_icon_minitimeالسبت سبتمبر 16, 2023 10:02 pm من طرف المدير العام

» اناشيد حماس الجميلة_2_mp3
*من قصص الانبياء* I_icon_minitimeالأربعاء سبتمبر 13, 2023 5:14 pm من طرف البيرق الاخضر

» دحية سجل عندك يازمان غزة حرة وما تنهان mp3 وmp4 رمزي العك
*من قصص الانبياء* I_icon_minitimeالأربعاء سبتمبر 13, 2023 4:47 pm من طرف البيرق الاخضر

ازرار التصفُّح
 البوابة
 الصفحة الرئيسية
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 ابحـث
منتدى
التبادل الاعلاني
احداث منتدى مجاني
سحابة الكلمات الدلالية
ياحمام دحلان سورة ملفات بسام الحرية نغمة النبي الله محمد فلسطين 2010 القدس المدينة كراميش 2022 أبطال جرار نشيد صاير السمعية وبعون أسرار وصلة نغمات حماس
ازرار التصفُّح
 البوابة
 الصفحة الرئيسية
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 ابحـث
Like/Tweet/+1
Like/Tweet/+1
Like/Tweet/+1

 

 *من قصص الانبياء*

اذهب الى الأسفل 
5 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
المدير العام
المدير العام
المدير العام
المدير العام


5015

البطاقة البيرقية
الرتبة: 1
الجنسية: فلسطيني

*من قصص الانبياء* Empty
مُساهمةموضوع: *من قصص الانبياء*   *من قصص الانبياء* I_icon_minitimeالخميس أغسطس 11, 2011 8:57 pm


بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


[ قصص الأنبياء ]


قصة ادريس علية السلام



* نبذة :

كان صديقا نبيا ومن الصابرين ، أول نبي بعث في الأرض بعد آدم ، وهو أبو جد نوح ، أنزلت عليه ثلاثون صحيفة ، ودعا إلى وحدانية الله وآمن به ألف إنسان ، وهو أول من خط بالقلم وأول من خاط الثياب ولبسها ، وأول من نظر في علم النجوم وسيرها .

* سيرته :

إدريس عليه السلام هو أحد الرسل الكرام الذين أخبر الله تعالى عنهم في كتابة العزيز ، وذكره في بضعة مواطن من سور القرآن ، وهو ممن يجب الإيمان بهم تفصيلاً أي يجب اعتقاد نبوته ورسالته على سبيل القطع والجزم لأن القرآن قد ذكره باسمه وحدث عن شخصه فوصفه بالنبوة والصديقية .


* نسبه :
هو إدريس بن يارد بن مهلائيل وينتهي نسبه إلى شيث بن آدم عليه السلام واسمه عند العبرانيين ( خنوخ ) وفي الترجمة العربية ( أخنوخ ) وهو من أجداد نوح عليه السلام . وهو أول بني آدم أعطي النبوة بعد ( آدم ) و ( شيث ) عليهما السلام ، وذكر ابن إسحاق أنه أول من خط بالقلم ، وقد أدرك من حياة آدم عليه السلام 308 سنوات لأن آدم عمر طويلاً زهاء 1000 ألف سنة .

* حياته :


وقد أختلف العلماء في مولده ونشأته ، فقال بعضهم إن إدريس ولد ببابل ، وقال آخرون إنه ولد بمصر والصحيح الأول ، وقد أخذ في أول عمره بعلم شيث بن آدم ، ولما كبر آتاه الله النبوة فنهي المفسدين من بني آدم عن مخالفتهم شريعة ( آدم ) و ( شيث ) فأطاعه نفر قليل ، وخالفه جمع خفير ، فنوى الرحلة عنهم وأمر من أطاعه منهم بذلك فثقل عليهم الرحيل عن أوطانهم فقالوا له ، وأين نجد إذا رحلنا مثل ( بابل ) فقال إذا هاجرنا رزقنا الله غيره ، فخرج وخرجوا حتى وصلوا إلى أرض مصر فرأوا النيل فوقف على النيل وسبح الله ، وأقام إدريس ومن معه بمصر يدعو الناس إلى الله وإلى مكارم الأخلاق . وكانت له مواعظ وآداب فقد دعا إلى دين الله ، وإلى عبادة الخالق جل وعلا ، وتخليص النفوس من العذاب في الآخرة ، بالعمل الصالح في الدنيا وحض على الزهد في هذه الدنيا الفانية الزائلة ، وأمرهم بالصلاة والصيام والزكاة وغلظ عليهم في الطهارة من الجنابة ، وحرم المسكر من كل شي من المشروبات وشدد فيه أعظم تشديد وقيل إنه كان في زمانه 72 لساناً يتكلم الناس بها وقد علمه الله تعالى منطقهم جميعاً ليعلم كل فرقة منهم بلسانهم . وهو أول من علم السياسة المدنية ، ورسم لقومه قواعد تمدين المدن ، فبنت كل فرقة من الأمم مدناً في أرضها وأنشئت في زمانه 188 مدينة وقد اشتهر بالحكمة فمن حكمة قوله ( خير الدنيا حسرة ، وشرها ندم ) وقوله ( السعيد من نظر إلى نفسه وشفاعته عند ربه أعماله الصالحة ) وقوله ( الصبر مع الإيمان يورث الظفر ) .

* وفاته :

وقد أُخْتُلِفَ في موته .. فعن ابن وهب ، عن جرير بن حازم ، عن الأعمش ، عن شمر بن عطية ، عن هلال بن يساف قال : سأل ابن عباس كعباً وأنا حاضر فقال له : ما قول الله تعالى لإدريس { وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلِيّاً } ؟ فقال كعب : أما إدريس فإن الله أوحى إليه : أني أرفع لك كل يوم مثل جميع عمل بني آدم – لعله من أهل زمانه – فأحب أن يزداد عملاً ، فأتاه خليل له من الملائكة ، فقال ” له ” : إن الله أوحى إلي كذا وكذا فكلم ملك الموت حتى ازداد عملاً ، فحمله بين جناحيه ثم صعد به إلى السماء ، فلما كان في السماء الرابعة تلقاه ملك الموت منحدراً ، فكلم ملك الموت في الذي كلمه فيه إدريس ، فقال : وأين إدريس ؟ قال هو ذا على ظهري ، فقال ملك الموت : يا للعجب ! بعثت وقيل لي اقبض روح إدريس في السماء الرابعة ، فجعلت أقول : كيف أقبض روحه في السماء الرابعة وهو في الأرض ؟ فقبض روحه هناك . فذلك قول الله عز وجل { وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلِيّاً } . ورواه ابن أبي حاتم عند تفسيرها . وعنده فقال لذلك الملك سل لي ملك الموت كم بقي من عمري ؟ فسأله وهو معه : كم بقي من عمره ؟ فقال : لا أدري حتى أنظر ، فنظر فقال إنك لتسألني عن رجل ما بقي من عمره إلا طرفة عين ، فنظر الملك إلى تحت جناحه إلى إدريس فإذا هو قد قبض وهو لا يشعر . وهذا من الإسرائيليات ، وفي بعضه نكارة .
وقول ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله : { وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلِيّاً } قال : إدريس رفع ولم يمت كما رفع عيسى . إن أراد أنه لم يمت إلى الآن ففي هذا نظر ، وإن أراد أنه رفع حياً إلى السماء ثم قبض هناك . فلا ينافي ما تقدم عن كعب الأحبار . والله أعلم .
وقال العوفي عن ابن عباس في قوله : { وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلِيّاً } : رفع إلى السماء السادسة فمات بها ، وهكذا قال الضحاك . والحديث المتفق عليه من أنه في السماء الرابعة أصح ، وهو قول مجاهد وغير واحد . وقال الحسن البصري : { وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلِيّاً } قال : إلى الجنة ، وقال قائلون رفع في حياة أبيه يرد بن مهلاييل والله أعلم . وقد زعم بعضهم أن إدريس لم يكن قبل نوح بل في زمان بني إسرائيل .
قال البخاري : ويذكر عن ابن مسعود وابن عباس أن إلياس هو إدريس ، واستأنسوا في ذلك بما جاء في حديث الزهري عن أنس في الإسراء : أنه لما مرّ به عليه السلام قال له مرحباً بالأخ الصالح والنبي الصالح ، ولم يقل كما قال آدم و إبراهيم : مرحباً بالنبي الصالح والابن الصالح ، قالوا : فلو كان في عمود نسبه لقال له كما قالا له .
وهذا لا يدل ولابد ، قد لا يكون الراوي حفظه جيداً ، أو لعله قاله على سبيل الهضم والتواضع ، ولم ينتصب له في مقام الأبوة كما انتصب لآدم أبي البشر ، وإبراهيم الذي هو خليل الرحمن ، وأكبر أولي العزم بعد محمد صلوات الله عليهم أجمعين .





عدل سابقا من قبل المدير العام في الجمعة أغسطس 12, 2011 12:19 am عدل 2 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://b-a-2-7.yoo7.com
المدير العام
المدير العام
المدير العام
المدير العام


5015

البطاقة البيرقية
الرتبة: 1
الجنسية: فلسطيني

*من قصص الانبياء* Empty
مُساهمةموضوع: رد: *من قصص الانبياء*   *من قصص الانبياء* I_icon_minitimeالخميس أغسطس 11, 2011 9:02 pm



[ قصص الأنبياء ]


قصة آدم علية السلام


يروى أن الأرض كانت ، قبل خلق آدم علية السلام ، معمورة بالجن والنسناس والسباع ، وغيرها من الحيوانات ، وأنه كان لله فيها حجج وولاة ، يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر .
وحدث أن طغت الجن وتمردوا ، وعصوا أمر ربهم . فغيروا وبدلوا ، وأبدعوا البدع ، فأمر الله سبحانه الملائكة ، أن ينظروا إلى أهل تلك الأرض ، وإلى ما أحدثوا وأبدعوا ، إيذاناً باستبدالهم بخلق جديد ، يكونون حجة له في أرضه ، ويعبد من خلالهم .
ثم إنه سبحانه وتعالى قال لهم : { إني جاعلٌ في الأرض خليفة } . فقالوا : سبحانك ربنا : { أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء } كما أفسدت الجن ؟ فاجعل الخليفة منا نحن الملائكة ، فها نحن { نسبِّحُ بحمدك ونقدِّسُ لك } ، ونطيعك ما تأمرنا . فقال عزّ من قائل : { إنّي أعلمُ مالا تعلمون } .
وبعث اللهُ الملك جبرائيل عليه السلام ليأتيهُ بترابٍ من أديم الأرض ، ثم جعله طيناً، وصيَّرهُ بقُدرتهِ كالحمإ المسنون ، ثم كالفخّار ، حيث سوّاه ونفخ فيه من روحه ، فإذا هو بشرٌ سويّ ، في أحسن تقويم .

* خلق حواء وزواج آدم منها :
سمّى اللهُ سبحانه وتعالى مخلوقه الجديد ، آدم ، فهو الذي خلقه من أديم الأرض ، ثم إنه عزّوجلّ ، خلق حوّاء من الطين الذي تبقى بعد خلق آدم وإحيائه .
ونظر آدم علية السلام فرأى خلقاً يشبهه ، غير أنها أنثى ، فكلمها فردت عليه بلغته ، فسألها : ” من تكون ؟ ” فقالت : ” خلق خلقني الله ” .
وعلَّم اللهُ آدمَ الأسماء كلها ، وزرع في نفسه العواطف والميول ، فاستأنس بالنظر إلى حوّاء والتحدث إليها ، وأدناها منه ، ثم إنّهُ سألَ الله تعالى قائلاً : ” ياربّ من هذا الخلقُ الحسن ، الذي قد آنسني قربه والنظر إليه ؟ ” وجاءه الجواب : ” أن ياآدم ، هذه حوّاء .. أفتحبُّ أن تكون معك ، تؤنسك وتحادثك وتأتمر لأمرك ؟ ” فقال آدم عليه السلام ” نعم ياربّ ، ولك الحمدُ والشكرُ مادمتُ حيا . ” فقال عزّوجلّ : ” إنّها أمتي فاخطبها إليّ ” . قال آدم علية السلام : ” يارب ، فإني أخطبها إليك ، فما رضاك لذلك ؟ ” وجاءه الجواب : ” رضاي أن تعلمها معالم ديني .. ” فقال آدم علية السلام : ” لك ذلك يارب ، إن شئت ” . فقال سبحانه : ” قد شئت ذلك ، وأنا مزوجها منك ” .
فقبل آدم بذلك ورضي به .

* تكريم الله لآدم ورفض إبليس السجود له :
أراد الله عزوجل ، أن يعبد من طريق مخلوقه الجديد ، فأمر الملائكة بالسجود إكراماً له ، بمجرد أن خلقه وسواه ونفخ فيه من روحه ، فخرت الملائكة سُجّداً وجثيّا .
وكان إبليس ، وهو من الجن ، كان في عداد الملائكة حينما أمرهم الله بالسجود إكراماً لآدم علية السلام . وكان مخلوقاً من النار ، شديد الطاعة لربّه ، كثير العبادة له ، حتى استحق من الله أن يقربه إليه ، ويضعه في صف الملائكة … ولكن إبليس عصى هذه المرّة الأمر الإلهي ، بالسجود لأدم علية السلام . وشمخ بأنفه ، وتعزز بأصله ، وراح يتكبر ويتجبر ، وطغى وبغى ، وظل يلتمس الأعذار إلى الله سبحانه ، حتى يعفيه من السجود لآدم علية السلام .
وما فتئ يتذرّعُ بطاعته لله وعبادته له ، تلك العبادة التي لم يعبد الله مثلها ملكٌ مقرَّب ، ولانبيٌّ مرسل … وأخذ يحتجُّ بأنّ الله خلقه من نار ، وأن آدم مخلوق من تراب ، والنار خير من التراب وأشرف : { قال : أنا خيرٌ منه ، خلقتني من نارٍ وخلقته من طين } . { أأسجد لمن خلقت طينا } .
ولما كان الله سبحانه وتعالى ، يريد أن يُعبَدَ كما يُريد هو ، ومن حي يريد ، لاكما يريد إبليس اللعين هذا ، صب عليه سوط عذاب ، وطرده من الجنة ، وحرّمها عليه ، ومنعه من اختراق الحجب ، التي كان يخترقها مع الملائكة علية السلام .
ولما رأى إبليس غضب الخالق عليه ، طلب أن يجزيه الله أجر عبادته له آلاف السنين ، وكان طلبُه أن يمهله الله سبحانه في الدنيا إلى يوم القيامة ، وهو ينوي الانتقام من هذا المخلوق الترابي ، الذي حُرِمَ بسببه الجنة ، وأصابته لعنة الله . كما طلب أيضاً ، أن تكون له سلطة على آدم وذريّته ، وظلّ يكابر ويعاند ، ويدّعي أنّهُ أقوى من آدم ، وخير منه : { قال : أرأيتك هذا الذي كرّمت عليّ ، لئِنْ أخّرتنِ إلى يوم القيامة ، لأحتنكنَّ ذريته إلاّ قليلاً } .* آدم علية السلام يستعين بالله :
أعطى الله سبحانه وتعالى ، أعطى إبليس اللعين ماطلبه وأحبه من نعيم الدنيا ، والسلطة على بني آدم الذين يطاوعونه ، حتى يوم القيامة ، وجعل مجراه في دمائهم ، ومقرّه في صدورهم ، إلا الصالحين منهم ، فلم يجعل له عليهم سلطانا : { قال : اذهب فمن تبعك منهم فإنّ جهنم جزاؤكم جزاءً موفورا … إنّ عبادي ليس لك عليهم سلطان وكفى بربك وكيلا } .
وعرف آدم ذلك ، فلجأ إلى ربّه مستعصما ، وقال : ” يا ربّ ! جعلت لإبليس سلطة عليّ وعلى ذرّيتي من بعدي ، وليس لقضائك رادٌّ إلاّ أنت ، وأعطيته ما أعطيته ، فما لي ولولدي مقابل ذلك ؟ ” فقال سبحانه وتعالى : ” لك ولولدك : السيئة بواحدة ، والحسنة بعشرة أمثالها ” فقال آدم علية السلام : ” متذرعاً خاشعا : يارب زدني، يارب زدني ” . فقال عزّوجلّ : ” أغفِرُ ولا أبالي ” فقال آدم علية السلام ” حسبي يارب ، حسبي ” .

* نسيان آدم وحواء وخطيئتهما :
أسكن الله سبحانه آدم وحواء الجنة ، بعد تزويجهما : { وإذ قلنا ياآدم أسكن أنت وزوجك الجنة } وأرغد فيها عيشهما ، وآمنهما ، وحذّرهما إبليس وعداوته وكيده ، ونهاهما عن أن يأكلا من شجرة كانت في الجنة ، تحمل أنواعاً من البر والعنب والتين والعناب ، وغيرها من الفواكه مما لدّ وطاب : { وكلا منها رغداً حيث شئتما ولاتقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين } .
وجاءهما الشيطان بالمكر والخديعة ، وحلف لهما بالله أنه لهما لمن الناصحين ، وقال : إني لأجلك ياآدم ، والله لحزين مهموم … فقد أنست بقربك مني … وإذا بقيت على هذا الحال ، فستخرج مما أنت فيه إلى ما أكرهه لك .
نسي آدم علية السلام تحذير الله تعالى له ، من إبليس وعداوته ، وغرّه تظاهر إبليس بالعطف عليه والحزن لأجله ، كما زعم له ، فقال لإبليس : ” وما الحيلة التي حتى لاأخرج مما أنا فيه من النعيم ؟ ” فقال اللعين : ” إنّ الحيلة معك : ” { أفلا أدلك على شجرة الخلد ومُلكٍ لايبلى } ؟ وأشار الى الشجرة التي نهى الله آدم وحوّاء عن الأكل منها ، وتابع قائلاً لهما : { مانهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلاّ أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين } .
وازدادت ثقة آدم علية السلام بإبليس اللعين ، وكاد يطمئن إليه وهو العدوّ المبين ، ثم إنّه استذكر فقال له : ” أحقاً ماتقول ” : فحلف إبليس بالله يميناً كاذباً ، أنّهُ لآدم من الناصحين ، وعليه من المشفقين ، ثم قال له : ” تأكل من تلك الشجرة أنت وزوجك فتصيرا معي في الجنة إلى الأبد ” .
لم يظنّ آدمُ علية السلام ، أنّ مخلوقاً لله تعالى يحلف بالله كاذباً ، فصدقه ، وراح يأكل هو وحوّاء من الشجرة ، فكان ذلك خلاف ما أمرهما به الله سبحانه وتعالى .

* الخروج من الجنة :
ماكاد آدم وحوّاءُ ، يأكلا من الشجرة التي نهاهما الله عن الأكل منها ، حتى نادي منادٍ من لدن العرش الإلهي ، أن : ” ياآدم ، اخرج من جواري ، فإنه لايُجاوِرُني مَن عصانيْ ” .
وبكى آدم علية السلام لما سمع الأمر الإلهيّ له بالخروج من الجنة … وبكت الملائكة لهذا المخلوق الذي سجدت له تكريماً . فبعث الله عزّ وجلّ جبرائيل علية السلام ، فأهبط آدم إلى الأرض ، وتركه على جبل سرنديب في بلاد الهند ، وعاد فأنزل حوّاء إلى جُدَّة .
ثم أنّ الله سبحانه وتعالى ، أمر آدم أن يتوجّه من الهند إلى مكة المكرّمة ، فتوجّه آدم إليها حتى وصل إلى الصفا … ونزلت حواء بأمر الله إلى المروة ، حتى التقيا من جديد في عرفة . وهناك دعا آدم ربّه مستغفراً : اللهم بحق محمد وآله والأطهار ، أقلني عثرتي ، واغفر لي زلتي ، وأعدني إلى الدار التي أخرجتني منها .

* الرحمة والغفران :
قال تعالى : { وتلقى آدم من ربّه كلماتٍ فتاب عليه } .
وأوحى الله عزوجلّ إلى جبريل علية السلام : إني قد رحمت آدم وحوّاء ، فاهبط عليهما بخيمةٍ من خيم الجنة ، واضربها لهما مكان البيت وقواعده ، التي رفعتها الملائكة من قبل ، وأنرها لهما بالحجر الأسود . فهبط جبريل علية السلام بالخيمة ونصبها ، فكان المسجد الحرام منتهى أوتادها ، وجاء بآدم وحواء إليها .
ثم إنّه سبحانه أمر جبريل بأن يُنَحّيهما منها ، وأن يبني لهما مكانها بيتاً بالأحجار ، يرفع قواعده ، ويتم بناءه للملائكة والخلق من آدم وولده ، فعمد جبريل إلى رفع قواعد البيت كما أمره الله .
وأقال الله آدم عثرته ، وغفر زلته ، ووعده بأن يعيده إلى الجنة التي أُخرج منها . وأوحى سبحانه إليه ، أن : ” ياآدم ، إني أجمع لك الخير كله في أربع كلمات : واحدة منهن لي ، أن تعبدني ، ولاتشرك بي شيئاً ، وواحدة منهن لك : أجازيك بعملك ، أحوجَ ماتكون ، وكلمة بيني وبينك : عليك الدعاء ومني الإجابة ، وواحدة بينك وبين الناس من ذريتك ، ترضى لهم ماترضى لنفسك .
وهكذا ، أنزل الله على آدم علية السلام دلائل الألوهية والوحدانية ، كما علمه الفرائض والأحكام والشرايع ، والسنن والحدود .

* قابيل يقتل هابيل :
كان قابيل أول أولاد آدم علية السلام . فلما أدرك سنّ الزّواج ، أظهر الله سبحانه جنية يقال لها جهانة ، في صورة إنسية ، فلما رآها قابيل أحبها ، فأوحى الله تعالى إلى آدم علية السلام أن يزوجها من قابيل ففعل .
ثم لما ولد هابيل ، الابن الثاني لآدم علية السلام . وبلغ مبلغ الرجال ، أهبط الله تعالى إحدى حوريّات الجنة ، فرآها هابيل وأحبها ، فأوحى الله لآدم علية السلام أن يزوجه بها .
ثم إن الله سبحانه وتعالى ، أمر نبيه آدم علية السلام ، أن يضع مواريث النبوة والعلم عند ولده هابيل ، ويعرفه بذلك … ولما علم قابيل بذلك ، غضب واعترض أباه قائلاً : ” أنا أكبر من هابيل ، وأنا أحق بهذا الأمر منه ” .
وتحيّر آدم علية السلام ، فأوحى الله إليه أن يقول لابنه قابيل : ” بابني ، إنّ الأمر لم يكن بيدي ، وإنّ الله هو الذي أمرني بذلك ، ولم أكن لأعصى أمر ربي ثانية ، فأبوء بغضبه ، فإذا كنت لاتصدقني ، فليقرب كل واحدٍ منكما قرباناً إلى الله ، وأيُّكما يتقبَّل الله قربانه ، يكن هو الأولى ، والأحق بالفضل ومواريث النبوة .
قدّم قابيل قرباناً من أيسر ملكه ، وقدّم هابيل قربانه من أحسن ماعنده … فتقبل الله سبحانه قربان هابيل ، بأن أرسل ناراً تركت قربان قابيل كما هو ، ممّا أثار حفيظة قابيل ، وأجّج نار الحقد في صدره .
ووسوس له الشيطان بأن : اقتل أخاك فينقطع نسله ، وتُريحُ أولادك من بعدك إن كان لك ولد ، ثم لايجد أبوك من يعطيه المواريث سواك، فتفوز بها ، وذريتك من بعدك ..
وسوّلت له نفسه قتل أخيه هابيل ، فقتله … وكانت أوّل جريمة على وجه الأرض ، نفّرَت الوحوش والسّباع والطيور ، خوفاً وفرقا .
ولم يدر قابيل كيف يخفي جريمته … وماذا يصنع بجسد أخيه الملقى على الأرض بلا حراك ؟ ويبعث الله تعالى غرابين يقتتلان في الجو ، حتى يقتل أحدهما الآخر ، ثم يهوي وراءه إلى الأرض ، فيحفر ، بمخالبه حفرة ، يدفن فيها صاحبه ، وقابيل ينظر ويرى .
أدرك قابيل عجزه وضعفه وقال : ” ياويلتا أعجزت أن أكون مثل هذا الغُراب فأواري سوأة أخي } وأدفنُ جُثّتهُ ، كما دفن هذا الطائر الصغير الحقيرُ صاحِبُه المقتول ؟{ فأصبح من النّادمين } .

* ذرية آدم علية السلام :
ولد لآدم وحواء سبعون بطنا ، على مايُروى ، وكان أوّل أولادهما قابيل ثم هابيل اللذين لم ينجبا على مايبدو …
ولكن الله جلّ وعلا وهب لآدم وحوّاء ابنهما شيثا ( هبة الله ) ومن بعده ولد لهما يافث .. فلما أدركا وبلغا مبلغ الرجال ، وأراد الله أن يبلغ بالنسل مانرى … وأن يكون ماقد جرى به القلم ، من تحريم ماحرّم الله تعالى ، من زواج الإخوة وبالأخوات أنزل سبحانه من الجنة حوريتين ، هما نزلة ومنزلة ، وأمر آدم ، يزوجهما من شيث ويافث ، فكان ذلك … وولد لشيث غلامٌ ، وولدت ليافث جارية ، فأمر الله تعالى أن يزوج آدم علية السلام ابنة يافث من ابن شيث .
ولم يحرم الله آدم وحوّاء من الإناث ، فقد رزقهما الله ابنة أسمياها عناق ، تزوجت وولدت ولداً اسمه عوج ، وصار فيما بعد جباراً شقياً ، عدواً لله ولأوليائه ، فسلط الله عليه وعلى أمه عناق من قتلهما .

* وفاة آدم وحوّاء :
انقضت أيام آدم علية السلام ، فأمره الله أن يوصي إلى ولده شيث ، ويدفع إليه مواريث النبوة والعلم والآثار ، وأمره بأن يكتم هذا الأمر عن قابيل ، حتى لاتتكّرر الجريمة المأساة ، ويقتله كما قتل أخاه هابيل من قبل .
وتوفي آدم علية السلام ولهُ من الذريّة من ولده وأولاد ولده العدد الكثير ، بعد أن عمّر تسعمائة وستين سنة ، ودفن في جبل أبي قبيس ، ووجهه إلى الكعبة المشرَّفة على ماذكر في كتب السير . ولم تعمرّ حواء بعد آدم إلاّ قليلاً ، عاماً واحداً مرضت بعده وماتت ، ودفنت إلى جانب آدم علية السلام .
وفي أيام النبي نوحٍ علية السلام , وعندما حصل الطوفان ، أوحى الله سبحانه إلى نوحٍ أن يحمل معه في السفينة جثمان أبيه آدم علية السلام إلى الكوفة ، فحمله إلى ظهر الكوفة ، وهو النجف الأشراف ، حيث دفنه هناك في المكان المعروف بمرقد نوحٍ علية السلام .



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://b-a-2-7.yoo7.com
المدير العام
المدير العام
المدير العام
المدير العام


5015

البطاقة البيرقية
الرتبة: 1
الجنسية: فلسطيني

*من قصص الانبياء* Empty
مُساهمةموضوع: رد: *من قصص الانبياء*   *من قصص الانبياء* I_icon_minitimeالخميس أغسطس 11, 2011 9:16 pm

[ قصص الأنبياء ]

قصة اسحاق علية السلام



* نبذة :
هو ولد سيدنا إبراهيم من زوجته سارة ، وقد كانت البشارة بمولده من الملائكة لإبراهيم وسارة لما مروا بهم مجتازين ذاهبين إلى مدائن قوم لوط ليدمروها عليهم لكفرهم وفجورهم ، ذكره الله في القرآن بأنه ” غلام عليم ” جعله الله نبيا يهدي الناس إلى فعل الخيرات، جاء من نسله سيدنا يعقوب .

* المسيرة :
* سيرته :

لا يذكر القرآن الكريم غير ومضات سريعة عن قصة إسحاق .. كان ميلاده حدثا خارقا ، بشرت به الملائكة ، وورد في البشرى اسم ابنه يعقوب .. وقد جاء ميلاده بعد سنوات من ولادة أخيه إسماعيل .. ولقد فر قلب سارة بمولد إسحق ومولد ابنه يعقوب ، عليهما الصلاة والسلام .. غير أننا لا نعرف كيف كانت حياة إسحاق ، ولا نعرف بماذا أجابه قومه .. كل ما نعرفه أن الله أثنى عليه كنبي من الصالحين .

* القصة :


بعد أن رزق الله إبراهيم – عليه السلام – بإسماعيل من زوجته هاجر ، كان إبراهيم يدعو الله أن يرزقه بولد من زوجته سارة التي تحملت معه كل ألوان العذاب في سبيل الله، فاستجاب الله له ، وأرسل إليه بعض الملائكة على هيئة رجال ، ليبشروه بولد له من زوجته سارة ، وأخبروه بذهابهم إلى قوم لوط للانتقام منهم ، ولما جاءت الملائكة إلى إبراهيم استقبلهم أحسن استقبال ، وأجلسهم في المكان المخصص للضيافة ، ثم أسرع لإعداد الطعام لهم ، فقد كان إبراهيم رجلاً كريمًا جوادًا ، وفي لحظات جاء بعجل سمين ، وقربه إليهم ، فلم يأكلوا أو يشربوا أي شيء ، فخاف إبراهيم – عليه السلام – منهم ، وظهر الخوف على وجهه ، فطمأنته الملائكة ، وأخبروه أنهم ملائكة ، وبشروه بغلام عليم ..
كل هذا ، وسارة زوجة إبراهيم تتابع الموقف ، وتسمع كلامهم ، وذلك من خلف الجدار ، فأقبلت إليهم ، وهي في ذهول مما تسمعه ، وتعجبت من بشارتهم ، فكيف تلد وهي امرأة عجوز عقيم ، وزوجها رجل كبير ، فأخبرتها الملائكة بأن هذا أمر الله القادر على كل شيء ، فاطمأن إبراهيم ، وذهب عنه الخوف ، وسكنت في قلبه البشرى التي حملتها الملائكة له ؛ فخر ساجدًا لله شاكر له .
وبعد فترة ، ظهر الحدث المنتظر والمعجزة الإلهية أمام عين إبراهيم وزوجته ؛ حيث ولدت سارة غلامًا جميلاً ، فسماه إبراهيم إسحاق ، والقرآن الكريم لم يقص علينا من قصة إسحاق – عليه السلام – إلا بشارته ، وكذلك لم يذكر لنا القوم الذي أرسل إليهم وماذا كانت إجابتهم له ، وقد أثنى الله – عز وجل – عليه في كتابه الكريم في أكثر من موضع ، قال تعالى : { واذكر عبادنا إبراهيم وإسحاق ويعقوب أولي الأيدي والأبصار * إنا أخلصناهم بخالصة ذكرى الدار * وإنهم عندنا لمن المصطفين الأخيار } [ ص :45-47 ] .
كما أثنى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – على إسحاق ، فقال : ( الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام ) [ البخاري ] ورزق الله إسحاق ولدًا اسمه يعقوب ، ومرض إسحاق ثم مات بعد أن أدَّى الأمانة التي تحملها .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://b-a-2-7.yoo7.com
المدير العام
المدير العام
المدير العام
المدير العام


5015

البطاقة البيرقية
الرتبة: 1
الجنسية: فلسطيني

*من قصص الانبياء* Empty
مُساهمةموضوع: رد: *من قصص الانبياء*   *من قصص الانبياء* I_icon_minitimeالخميس أغسطس 11, 2011 9:22 pm

[ قصص الأنبياء ]

قصة اسماعيل علية السلام


* نبذة :
هو ابن إبراهيم البكر وولد السيدة هاجر ، سار إبراهيم بهاجر – بأمر من الله – حتى وضعها وابنها في موضع مكة وتركهما ومعهما قليل من الماء والتمر ولما نفد الزاد جعلت السيدة هاجر تطوف هنا وهناك حتى هداها الله إلى ماء زمزم ووفد عليها كثير من الناس حتى جاء أمر الله لسيدنا إبراهيم ببناء الكعبة ورفع قواعد البيت ، فجعل إسماعيل يأتي بالحجر وإبراهيم يبني حتى أتما البناء ثم جاء أمر الله بذبح إسماعيل حيث رأى إبراهيم في منامه أنه يذبح ابنه فعرض عليه ذلك فقال ” يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين ” ففداه الله بذبح عظيم ، كان إسماعيل فارسا فهو أول من استأنس الخيل وكان صبورا حليما ، يقال إنه أول من تحدث بالعربية البينة وكان صادق الوعد ، وكان يأمر أهله بالصلاة والزكاة ، وكان ينادي بعبادة الله ووحدانيته .

* سيرته :

الاختبار الأول :
ذكر الله في كتابه الكريم ، ثلاث مشاهد من حياة إسماعيل عليه السلام . كل مشهد عبارة عن محنة واختبار لكل من إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام . أول هذه المشاهد هو أمر الله سبحانه وتعالى لإبراهيم بترك إسماعيل وأمه في واد مقفر ، لا ماء فيه ولا طعام . فما كان من إبراهيم عليه السلام إلا الاستجابة لهذا الأمر الرباني . وهذا بخلاف ما ورد في الإسرائيليات من أن إبراهيم حمل ابنه وزوجته لوادي مكة لأن سارة – زوجة إبراهيم الأولى – اضطرته لذلك من شدة غيرتها من هاجر . فالمتأمل لسيرة إبراهيم عليه السلام ، سيجد أنه لم يكن ليتلقّى أوامره من أحد غير الله .
أنزل زوجته وابنه وتركهما هناك ، ترك معهما جرابا فيه بعض الطعام ، وقليلا من الماء . ثم استدار وتركهما وسار .
أسرعت خلفه زوجته وهي تقول له : يا إبراهيم أين تذهب وتتركنا بهذا الوادي الذي ليس فيه شيء ؟
لم يرد عليها سيدنا إبراهيم وظل يسير .. عادت تقول له ما قالته وهو صامت .. أخيرا فهمت أنه لا يتصرف هكذا من نفسه .. أدركت أن الله أمره بذلك فسألته : هل الله أمرك بهذا ؟
فقال إبراهيم عليه السلام : نعم .
قالت زوجته المؤمنة العظيمة : لن نضيع ما دام الله معنا وهو الذي أمرك بهذا .
وسار إبراهيم حتى إذا أخفاه جبل عنهما وقف ورفع يديه الكريمتين إلى السماء وراح يدعو الله : ( رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ ) .لم يكن بيت الله قد أعيد بناؤه بعد ، لم تكن الكعبة قد بنيت ، وكانت هناك حكمة عليا في أمر الله سبحانه لإبراهيم ، فقد كان إسماعيل – الطفل الذي تُرِكَ مع أمه في هذا المكان – ووالده من سيكونان المسؤولان بناء الكعبة فيما بعد .. وكانت حكمة الله تقضي أن يسكن أحد في هذا الوادي ، لميتد إليه العمران .
بعد أن ترك إبراهيم زوجته وابنه الرضيع في الصحراء بأيام نفد الماء وانتهى الطعام ، وجف لبن الأم .. وأحست هاجر وإسماعيل بالعطش .
بدأ إسماعيل يبكي من العطش .. فتركته أمه وانطلقت تبحث عن ماء .. راحت تمشي مسرعة حتى وصلت إلى جبل اسمه ” الصفا ” .. فصعدت إليه وراحت تبحث به عن بئر أو إنسان أو قافلة .. لم يكن هناك شيء . ونزلت مسرعة من الصفا حتى إذا وصلت إلى الوادي راحت تسعى سعي الإنسان المجهد حتى جاوزت الوادي ووصلت إلى جبل ” المروة ” ، فصعدت إليه ونظرت لترى أحدا لكنها لم تر أحدا . وعادت الأم إلى طفلها فوجدته يبكي وقد اشتد عطشه .. وأسرعت إلى الصفا فوقفت عليه ، وهرولت إلى المروة فنظرت من فوقه .. وراحت تذهب وتجيء سبع مرات بين الجبلين الصغيرين .. سبع مرات وهي تذهب وتعود – ولهذا يذهب الحجاج سبع مرات ويعودون بين الصفا والمروة إحياء لذكريات أمهم الأولى ونبيهم العظيم إسماعيل . عادت هاجر بعد المرة السابعة وهي مجهدة متعبة تلهث .. وجلست بجوار ابنها الذي كان صوته قد بح من البكاء والعطش .
وفي هذه اللحظة اليائسة أدركتها رحمة الله ، وضرب إسماعيل بقدمه الأرض وهو يبكي فانفجرت تحت قدمه بئر زمزم .. وفار الماء من البئر .. أنقذت حياتا الطفل والأم .. راحت الأم تغرف بيدها وهي تشكر الله .. وشربت وسقت طفلها وبدأت الحياة تدب في المنطقة .. صدق ظنها حين قالت : لن نضيع ما دام الله معنا .
وبدأت بعض القوافل تستقر في المنطقة .. وجذب الماء الذي انفجر من بئر زمزم عديدا من الناس .. وبدأ العمران يبسط أجنحته على المكان .
كانت هذه هي المحنة الأولى .. أما المحنة الثانية فهي الذبح .

الاختبار الثاني :
كبر إسماعيل .. وتعلق به قلب إبراهيم .. جاءه العقب على كبر فأحبه .. وابتلى الله تعالى إبراهيم بلاء عظيما بسبب هذا الحب . فقد رأى إبراهيم عليه السلام في المنام أنه يذبح ابنه الوحيد إسماعيل . وإبراهيم يعمل أن رؤيا الأنبياء وحي .
انظر كيف يختبر الله عباده . تأمل أي نوع من أنواع الاختبار . نحن أمام نبي قلبه أرحم قلب في الأرض . اتسع قلبه لحب الله وحب من خلق . جاءه ابن على كبر .. وقد طعن هو في السن ولا أمل هناك في أن ينجب . ثم ها هو ذا يستسلم للنوم فيرى في المنام أنه يذبح ابنه وبكره ووحيدة الذي ليس له غيره .
أي نوع من الصراع نشب في نفسه . يخطئ من يظن أن صراعا لم ينشأ قط . لا يكون بلاء مبينا هذا الموقف الذي يخلو من الصراع . نشب الصراع في نفس إبراهيم .. صراع أثارته عاطفة الأبوة الحانية . لكن إبراهيم لم يسأل عن السبب وراء ذبح ابنه . فليس إبراهيم من يسأل ربه عن أوامره .
فكر إبراهيم في ولده .. ماذا يقول عنه إذا أرقده على الأرض ليذبحه .. الأفضل أن يقول لولده ليكون ذلك أطيب لقلبه وأهون عليه من أن يأخذه قهرا ويذبحه قهرا . هذا أفضل .. انتهى الأمر وذهب إلى ولده ( قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى ) . انظر إلى تلطفه في إبلاغ ولده ، وترك الأمر لينظر فيه الابن بالطاعة .. إن الأمر مقضي في نظر إبراهيم لأنه وحي من ربه .. فماذا يرى الابن الكريم في ذلك ؟ أجاب إسماعيل : هذا أمر يا أبي فبادر بتنفيذه ( يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ ) . تأمل رد الابن .. إنسان يعرف أنه سيذبح فيمتثل للأمر الإلهي ويقدم المشيئة ويطمئن والده أنه سيجده ( إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ ) . هو الصبر على أي حال وعلى كل حال .. وربما استعذب الابن أن يموت ذبحا بأمر من الله .. ها هو ذا إبراهيم يكتشف أن ابنه ينافسه في حب الله . لا نعرف أي مشاعر جاشت في نفس إبراهيم بعد استسلام ابنه الصابر .
ينقلنا الحق نقلة خاطفة فإذا إسماعيل راقد على الأرض ، وجهه في الأرض رحمة به كيلا يرى نفسه وهو يذبح . وإذا إبراهيم يرفع يده بالسكين .. وإذا أمر الله مطاع . ( فَلَمَّا أَسْلَمَا ) استخدم القرآن هذا التعبير .. ( فَلَمَّا أَسْلَمَا ) هذا هو الإسلام الحقيقي .. تعطي كل شيء ، فلا يتبقى منك شيء .
عندئذ فقط .. وفي اللحظة التي كان السكين فيها يتهيأ لإمضاء أمره .. نادي الله إبراهيم .. انتهى اختباره ، وفدى الله إسماعيل بذبح عظيم – وصار اليوم عيدا لقوم لم يولدوا بعد ، هم المسلمون . صارت هذه اللحظات عيدا للمسلمين . عيدا يذكرهم بمعنى الإسلام الحقيقي الذي كان عليه إبراهيم وإسماعيل .

* خبر زوجة إسماعيل :

عاش إسماعيل في شبه الجزيرة العربية ما شاء الله له أن يعيش .. روض الخيل واستأنسها واستخدمها ، وساعدت مياه زمزم على سكنى المنطقة وتعميرها . استقرت بها بعض القوافل .. وسكنتها القبائل .. وكبر إسماعيل وتزوج ، وزاره إبراهيم فلم يجده في بيته ووجد امرأته .. سألها عن عيشهم وحالهم ، فشكت إليه من الضيق والشدة .
قال لها إبراهيم : إذا جاء زوجك مريه أن يغير عتبة بابه .. فلما جاء إسماعيل ، ووصفت له زوجته الرجل .. قال : هذا أبي وهو يأمرني بفراقك .. الحقي بأهلك .
وتزوج إسماعيل امرأة ثانية .. زارها إبراهيم ، يسألها عن حالها ، فحدثته أنهم في نعمة وخير .. وطاب صدر إبراهيم بهذه الزوجة لابنه .

الاختبار الثالث :
وها نحن الآن أمام الاختبار الثالث .. اختبار لا يمس إبراهيم وإسماعيل فقط . بل يمس ملايين البشر من بعدهم إلى يوم القيامة .. إنها مهمة أوكلها الله تعالى لهذين النبيين الكريمين .. مهمة بناء بيت الله تعالى في الأرض . كبر إسماعيل .. وبلغ أشده .. وجاءه إبراهيم وقال له : يا إسماعيل .. إن الله أمرني بأمر . قال إسماعيل : فاصنع ما أمرك به ربك .. قال إبراهيم : وتعينني ؟ قال : وأعينك . فقال إبراهيم : فإن الله أمرني أن ابني هنا بيتا . أشار بيده لصحن منخفض هناك .
صدر الأمر ببناء بيت الله الحرام .. هو أول بيت وضع للناس في الأرض .. وهو أول بيت عبد فيه الإنسان ربه .. ولما كان آدم هو أول إنسان هبط إلى الأرض .. فإليه يرجع فضل بنائه أول مرة .. قال العلماء : إن آدم بناه وراح يطوف حوله مثلما يطوف الملائكة حول عرش الله تعالى .
بني آدم خيمة يعبد فيها الله .. شيء طبيعي أن يبني آدم – بوصفه نبيا – بيتا لعبادة ربه .. وحفت الرحمة بهذا المكان .. ثم مات آدم ومرت القرون ، وطال عليه العهد فضاع أثر البيت وخفي مكانه .. وها هو ذا إبراهيم يتلقى الأمر ببنائه مرة ثانية .. ليظل في المرة الثانية قائما إلى يوم القيامة إن شاء الله . وبدأ بناء الكعبة ..
هدمت الكعبة في التاريخ أكثر من مرة ، وكان بناؤها يعاد في كل مرة .. فهي باقية منذ عهد إبراهيم إلى اليوم .. وحين بعث رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، تحقيقا لدعوة إبراهيم .. وجد الرسول الكعبة حيث بنيت آخر مرة ، وقد قصر الجهد بمن بناها فلم يحفر أساسها كما حفره إبراهيم .
نفهم من هذا إن إبراهيم وإسماعيل بذلا فيها وحدهما جهدا استحالت – بعد ذلك – محاكاته على عدد كبير من الرجال .. ولقد صرح الرسول بأنه يحب هدمها وإعادتها إلى أساس إبراهيم ، لولا قرب عهد القوم بالجاهلية ، وخشيته أن يفتن الناس هدمها وبناؤها من جديد .. بناؤها بحيث تصل إلى قواعد إبراهيم وإسماعيل .
أي جهد شاق بذله النبيان الكريمان وحدهما ؟ كان عليهما حفر الأساس لعمق غائر في الأرض ، وكان عليهما قطع الحجارة من الجبال البعيدة والقريبة ، ونقلها بعد ذلك ، وتسويتها ، وبناؤها وتعليتها .. وكان الأمر يستوجب جهد جيل من الرجال ، ولكنهما بنياها معا .
لا نعرف كم هو الوقت الذي استغرقه بناء الكعبة ، كما نجهل الوقت الذي استغرقه بناء سفينة نوح ، المهم أن سفينة نوح والكعبة كانتا معا ملاذا للناس ومثوبة وأمنا .. والكعبة هي سفينة نوح الثابتة على الأرض أبدا .. وهي تنتظر الراغبين في النجاة من هول الطوفان دائما .
لم يحدثنا الله عن زمن بناء الكعبة .. حدثنا عن أمر أخطر وأجدى .. حدثنا عن تجرد نفسية من كان يبنيها .. ودعائه وهو يبنيها : ( وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ * رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ * ) .إن أعظم مسلمين على وجه الأرض يومها يدعوان الله أن يتقبل عملهما ، وأن يجعلهما مسلمين له .. يعرفان أن القلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن . وتبلغ الرحمة بهما أن يسألا الله أن يخرج من ذريتهما أمة مسلمة له سبحانه .. يريدان أن يزيد عدد العابدين الموجودين والطائفين والركع السجود . إن دعوة إبراهيم وإسماعيل تكشف عن اهتمامات القلب المؤمن .. إنه يبني لله بيته ، ومع هذا يشغله أمر العقيدة .. ذلك إيحاء بأن البيت رمز العقيدة . ثم يدعوان الله أن يريهم أسلوب العبادة الذي يرضاه ، وأن يتوب عليهم فهو التواب الرحيم . بعدها يتجاوز اهتمامها هذا الزمن الذي يعيشان فيه .. يجاوزانه ويدعوان الله أن يبث رسولا لهؤلاء البشر . وتحققت هذه الدعوة الأخيرة .. حين بعث محمد بن عبد الله ، صلى الله عليه وسلم .. تحققت بعد أزمنة وأزمنة .
انتهى بناء البيت ، وأراد إبراهيم حجرا مميزا ، يكون علامة خاصة يبدأ منها الطواف حول الكعبة .. أمر إبراهيم إسماعيل أن يأتيه بحجر مميز يختلف عن لون حجارة الكعبة .
سار إسماعيل ملبيا أمر والده .. حين عاد ، كان إبراهيم قد وضع الحجر الأسود في مكانه .. فسأله إسماعيل : من الذي أحضره إليك يا أبت ؟ فأجاب إبراهيم : أحضره جبريل عليه السلام .
انتهى بناء الكعبة .. وبدأ طواف الموحدين والمسلمين حولها .. ووقف إبراهيم يدعو ربه نفس دعائه من قبل .. أن يجعل أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إلى المكان .. انظر إلى التعبير .. إن الهوى يصور انحدارا لا يقاوم نحو شيء .. وقمة ذلك هوى الكعبة . من هذه الدعوة ولد الهوى العميق في نفوس المسلمين ، رغبة في زيارة البيت الحرام . وصار كل من يزور المسجد الحرام ويعود إلى بلده .. يحس أنه يزداد عطشا كلما ازداد ريا منه ، ويعمق حنينه إليه كلما بعد منه ، وتجيء أوقات الحج في كل عام .. فينشب الهوى الغامض أظافره في القلب نزوعا إلى رؤية البيت، وعطشا إلى بئر زمزم .
قال تعالى حين جادل المجادلون في إبراهيم وإسماعيل : ( مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلاَ نَصْرَانِيًّا وَلَكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ) .عليه الصلاة والسلام .. استجاب الله دعاءه .. وكان إبراهيم أول من سمانا المسلمين .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://b-a-2-7.yoo7.com
المدير العام
المدير العام
المدير العام
المدير العام


5015

البطاقة البيرقية
الرتبة: 1
الجنسية: فلسطيني

*من قصص الانبياء* Empty
مُساهمةموضوع: رد: *من قصص الانبياء*   *من قصص الانبياء* I_icon_minitimeالخميس أغسطس 11, 2011 9:34 pm



[ قصص الأنبياء ]

قصة إلياس عليه السلام


* نبذة :


أرسل إلى أهل بعلبك غربي دمشق فدعاهم إلى عبادة الله وأن يتركوا عبادة صنم كانوا يسمونه بعلا فآذوه ، وقال ابن عباس هو عم اليسع .
* سيرته :
قال تعالى : ( وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنْ الْمُرْسَلِينَ (123) إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَلَا تَتَّقُونَ (124) أَتَدْعُونَ بَعْلًا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ (125) اللَّهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (126) فَكَذَّبُوهُ فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ (127) إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ (128) وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ (129) سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ (130) إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (131) إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (131) ) .
هذه الآيات القصار هي كل ما يذكره الله تعالى من قصة إلياس .. لذلك اختلف المؤرخون في نسبه وفي القوم الذين أرسل إليهم .. فقال الطبري أنه إلياس بن ياسين بن فنحاص بن العيزار بن هارون .. أما ابن كثير فيقول أن إلياس والياسين اسمين لرجل واحد فالعرب تلحق النون في أسماء كثيرة وتبدلها من غيرها .

* الروايات المختلفة حول دعوته :

جاء في تاريخ الطبري عن ابن اسحق ما ملخصه :
إن الياس عليه السلام لما دعا بني إسرائيل الى نبذ عبادة الأصنام ، والاستمساك بعبادة الله وحده رفضوه ولم يستجيبوا له ، فدعا ربه فقال : اللهم إن بني إسرائيل قد أبو إلا الكفر بك والعبادة لغيرك ، فغير ما بهم من نعمتك فأوحي الله إليه إنا جعلنا أمر أرزاقهم بيدك فأنت الذي تأمر في ذلك ، فقال إلياس : اللهم فأمسك عليهم المطر فحبس عنهم ثلاث سنين ، حتى هلكت الماشية والشجر ، وجهد الناس جهداً شديداً ، وما دعا عليهم استخفي عن أعينهم وكان يأتيه رزقه حيث كان فكان بنو إسرائيل كلما وجدوا ربح الخبز في دار قالوا هنا إلياس فيطلبونه ، وينال أهل المنزل منهم شر وقد أوي ذات مرة إلى بيت امرأة من بني إسرائيل لها ابن يقال له اليسع بن خطوب به ضر فآوته واخفت أمره . فدعا ربه لابنها فعافاه من الضر الذي كان به واتبع إلياس وآمن به وصدقه ولزمة فكان يذهب معه حيثما ذهب وكان إلياس قد أسن وكبر ، وكان اليسع غلاماً شاباً ثم إن إلياس قال لبني إسرائيل إذا تركتم عبادة الأصنام دعوات الله أن يفرج عنكم فأخرجوا أصنامهم ومحدثاتهم فدعا الله لهم ففرج عنهم وأغاثهم ، فحييت بلادهم ولكنهم لم يرجعوا عما كانوا عليه ولم يستقيموا فلما رأي إلياس منهم دعا ربه أن يقبضه إليه فقبضة ورفعه .
ويذكر ابن كثير أن رسالته كانت لأهل بعلبك غربي دمشق وأنه كان لهم صنم يعبدونه يسمي ( بعلا ) وقد ذكره القرآن الكريم على لسان إلياس حين قال لقومه ( أَتَدْعُونَ بَعْلًا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ (125) وَاللَّهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ ) .ويذكر بعض المؤرخين أنه عقب انتهاء ملك سليمان بن داود عليه السلام وذلك في سنة 933 قبل الميلاد انقسمت مملكة بن إسرائيل إلى قسمين ، الأول ، يخضع لملك سلالة سليمان وأول ملوكهم رحبعام بن سليمان والثاني يخضع لأحد أسباط افرايم بن يوسف الصديق واسم ملكهم جر بعام . وقد تشتت دولة بني إسرائيل بعد سليمان عليه السلام بسبب اختلاف ملوكهم وعظمائهم على السلطة، وبسبب الكفر والضلال الذي انتشر بين صفوفهم وقد سمح أحد ملوكهم وهو أخاب لزوجته بنشر عبادة قومها في بني إسرائيل ، وكان قومها عباداً للأوثان فشاعت العبادة الوثنية ، وعبدوا الصنم الذي ذكره القرآن الكريم واسمه ( بعل ) فأرسل إليهم إلياس عليه السلام الذي تحدثنا عن دعوته فما توفي إلياس عليه السلام أوحي الله تعالى إلى أحد الأنبياء واسمه اليسع عليه السلام ليقوم في نبي إسرائيل ، فيدعوهم إلى عبادة الله الواحد القهار .
وأرجح الآراء إن إلياس هو النبي المسمى إيليا في التوراة .


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://b-a-2-7.yoo7.com
المدير العام
المدير العام
المدير العام
المدير العام


5015

البطاقة البيرقية
الرتبة: 1
الجنسية: فلسطيني

*من قصص الانبياء* Empty
مُساهمةموضوع: رد: *من قصص الانبياء*   *من قصص الانبياء* I_icon_minitimeالخميس أغسطس 11, 2011 9:40 pm

[ قصص الأنبياء ]

قصة اليسع عليه السلام



* نبذة :

من العبدة الأخيار ورد ذكره في التوراة كما ذكر في القرآن مرتين ، ويذكر أنه أقام من الموت إنسانا كمعجزة .

* سيرته :
من أنبياء الله تعالى، الذين يذكر الحق أسمائهم ويثني عليهم ، ولا يحكي قصصهم .. نبي الله تعالى اليسع
قال تعالى في سورة ( ص ) : ( وَاذْكُرْ إِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَذَا الْكِفْلِ وَكُلٌّ مِّنْ الْأخْيَارِ )وقال جل جلاله في سورة ( الأنعام ) : ( وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطاً وَكُلاًّ فضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ )جاء في تاريخ الطبري حول ذكر نسبة أنه اليسع بن أخطوب ويقال أنه ابن عم إلياس النبي عليهما السلام ، وذكر الحافظ ابن عساكر نسبة على الوجه الآتي : اسمه أسباط بن عدي بن شوتلم بن أفرائيم بن يوسف الصديق عليه السلام وهو من أنبياء بني إسرائيل ، وقد أوجز القرآن الكريم عن حياته فلم يذكر عنها شيئاً وإنما اكتفى بعده في مجموعة الرسل الكرام الذي يجب الإيمان بهم تفصيلاً .
قام بتبليغ الدعوة بعد انتقال إلياس إلى جوار الله فقام يدعو إلى الله مستمسكاً بمنهاج نبي الله إلياس وشريعته وقد كثرت في زمانه الأحداث والخطايا وكثر الملوك الجبابرة فقتلوا الأنبياء وشردوا المؤمنين فوعظهم اليسع وخوفهم من عذاب الله ولكنهم لم يأبهوا بدعوته ثم توفاه الله وسلط على بني إسرائيل من يسومهم سوء العذاب كما قص علينا القرآن الكريم . ويذكر بعض المؤرخين أن دعوته في مدينة تسعى بانياس إحدى مدن الشام ، ولا تزال حتى الآن موجودة وهي قريبة من بلدة اللاذقية والله أعلم .
وأرجح الأقوال أن اليسع هو اليشع الذي تتحدث عنه التوراة .. ويذكر القديس برنابا أنه أقام من الموت إنسانا كمعجزة .


* اليسع وذو الكفل :

ويروي بعض العلماء قصة حدثت في زمن اليسع عليه السلام
فيروى أنه لما كبر اليسع قال لو أني استخلفت رجلاً على الناس يعمل عليهم في حياتي حتى أنظر كيف يعمل ؟ فجمع الناس فقال : من يتقبل لي بثلاث استخلفه : يصوم النهار ، ويقوم الليل ، ولا يغضب . فقام رجل تزدريه العين ، فقال : أنا ، فقال : أنت تصوم النهار ، وتقوم الليل ، ولا تغضب ؟ قال : نعم . لكن اليسع – عليه السلام – ردّ الناس ذلك اليوم دون أن يستخلف أحدا . وفي اليوم التالي خرج اليسع – عليه السلام – على قومه وقال مثل ما قال اليوم الأول ، فسكت الناس وقام ذلك الرجل فقال أنا . فاستخلف اليسع ذلك الرجل .
فجعل إبليس يقول للشياطين : عليكم بفلان ، فأعياهم ذلك . فقال دعوني وإياه فأتاه في صورة شيخ كبير فقير ، وأتاه حين أخذ مضجعه للقائلة ، وكان لا ينام الليل والنهار ، إلا تلك النّومة فدقّ الباب . فقال ذو الكفل : من هذا ؟ قال : شيخ كبير مظلوم . فقام ذو الكفل ففتح الباب . فبدأ الشيخ يحدّثه عن خصومة بينه وبين قومه ، وما فعلوه به ، وكيف ظلموه ، وأخذ يطوّل في الحديث حتى حضر موعد مجلس ذو الكفل بين الناس ، وذهبت القائلة . فقال ذو الكفل : إذا رحت للمجلس فإنني آخذ لك بحقّك .
فخرج الشيخ وخرج ذو الكفل لمجلسه دون أن ينام . لكن الشيخ لم يحضر للمجلس . وانفض المجلس دون أن يحضر الشيخ . وعقد المجلس في اليوم التالي ، لكن الشيخ لم يحضر أيضا . ولما رجع ذو الكفل لمنزله عند القائلة ليضطجع أتاه الشيخ فدق الباب ، فقال : من هذا ؟ فقال الشيخ الكبير المظلوم . ففتح له فقال : ألم أقل لك إذا قعدت فاتني ؟ فقال الشيخ : إنهم أخبث قوم إذا عرفوا أنك قاعد قالوا لي نحن نعطيك حقك ، وإذا قمت جحدوني . فقال ذو الكفل : انطلق الآن فإذا رحت مجلسي فأتني .
ففاتته القائلة ، فراح مجلسه وانتظر الشيخ فلا يراه وشق عليه النعاس ، فقال لبعض أهله : لا تدعنَّ أحداً يقرب هذا الباب حتى أنام ، فإني قد شق عليّ النوم . فقدم الشيخ ، فمنعوه من الدخول ، فقال : قد أتيته أمس ، فذكرت لذي الكفل أمري ، فقالوا : لا والله لقد أمرنا أن لا ندع أحداً يقربه . فقام الشيخ وتسوّر الحائط ودخل البيت ودق الباب من الداخل ، فاستيقظ ذو الكفل ، وقال لأهله : ألم آمركم ألا يدخل علي أحد ؟ فقالوا : لم ندع أحدا يقترب ، فانظر من أين دخل . فقام ذو الكفل إلى الباب فإذا هو مغلق كما أغلقه ؟ وإذا الرجل معه في البيت ، فعرفه فقال : أَعَدُوَّ اللهِ ؟ قال : نعم أعييتني في كل شيء ففعلت كل ما ترى لأغضبك .
فسماه الله ذا الكفل لأنه تكفل بأمر فوفى به .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://b-a-2-7.yoo7.com
المدير العام
المدير العام
المدير العام
المدير العام


5015

البطاقة البيرقية
الرتبة: 1
الجنسية: فلسطيني

*من قصص الانبياء* Empty
مُساهمةموضوع: رد: *من قصص الانبياء*   *من قصص الانبياء* I_icon_minitimeالخميس أغسطس 11, 2011 9:53 pm




[ قصص الأنبياء ]

قصة أنبياء أهل القريه

* نبذة :

أرسل الله رسولين لإحدى القرى لكن أهلها كذبوهما ، فأرسل الله تعالى رسولا ثالثا يصدقهما . ولا يذكر ويذكر لنا القرآن الكريم قصة رجل آمن بهم ودعي قومه للإيمان بما جاؤوا بهن لكنهم قتلوه ، فأدخله الله الجنة .


* المسيرة :
* سيرته :

يحكي الحق تبارك وتعالى قصة أنبياء ثلاثة بغير أن يذكر أسمائهم . كل ما يذكره السياق أن القوم كذبوا رسولين فأرسل الله ثالثا يعزرهما . ولم يذكر القرآن من هم أصحاب القرية ولا ما هي القرية . وقد اختلفت فيها الروايات . وعدم إفصاح القرآن عنها دليل على أن تحديد اسمها أو موضعها لا يزيد شيئاً في دلالة القصة وإيحائها . لكن الناس ظلوا على إنكارهم للرسل وتكذيبهم ، وقالوا ( قَالُوا مَا أَنتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا وَمَا أَنزَلَ الرَّحْمن مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ تَكْذِبُونَ ) .
وهذا الاعتراض المتكرر على بشرية الرسل تبدو فيه سذاجة التصور والإدراك , كما يبدو فيه الجهل بوظيفة الرسول . قد كانوا يتوقعون دائماً أن يكون هناك سر غامض في شخصية الرسول وحياته تكمن وراءه الأوهام والأساطير .. أليس رسول السماء إلى الأرض فكيف يكون شخصية مكشوفة بسيطة لا أسرار فيها ولا ألغاز حولها ?! شخصية بشرية عادية من الشخصيات التي تمتلئ بها الأسواق والبيوت ?!
وهذه هي سذاجة التصور والتفكير . فالأسرار والألغاز ليست صفة ملازمة للنبوة والرسالة . فالرسالة منهج إلهي تعيشه البشرية . وحياة الرسول هي النموذج الواقعي للحياة وفق ذلك المنهج الإلهي . النموذج الذي يدعو قومه إلى الاقتداء به . وهم بشر . فلا بد أن يكون رسولهم من البشر ليحقق نموذجاً من الحياة يملكون هم أن يقلدوه .
وفي ثقة المطمئن إلى صدقه , العارف بحدود وظيفته أجابهم الرسل : إن الله يعلم ، وهذا يكفي . وإن وظيفة الرسل البلاغ . وقد أدوه . والناس بعد ذلك أحرار فيما يتخذون لأنفسهم من تصرف . وفيما يحملون في تصرفهم من أوزار . والأمر بين الرسل وبين الناس هو أمر ذلك التبليغ عن الله ; فمتى تحقق ذلك فالأمر كله بعد ذلك إلى الله .
ولكن المكذبين الضالين لا يأخذون الأمور هذا المأخذ الواضح السهل اليسير ; ولا يطيقون وجود الدعاة إلى الهدى ويعمدون إلى الأسلوب الغليظ العنيف في مقاومة الحجة لأن الباطل ضيق الصدر . قالوا : إننا نتشاءم منكم ; ونتوقع الشر في دعوتكم ; فإن لم تنتهوا عنها فإننا لن نسكت عليكم , ولن ندعكم في دعوتكم : ( لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيم ٌ) . هكذا أسفر الباطل عن غشمه ; وأطلق على الهداة تهديده ; وبغى في وجه كلمة الحق الهادئة !
ولكن الواجب الملقى على عاتق الرسل يقضي عليهم بالمضي في الطريق : ( قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ ) . فالقول بالتشاؤم من دعوة أو من وجه هو خرافة من خرافات الجاهلية . والرسل يبينون لقومهم أنها خرافة ; وأن حظهم ونصيبهم من خير ومن شر لا يأتيهم من خارج نفوسهم . إنما هو معهم . مرتبط بنواياهم وأعمالهم , متوقف على كسبهم وعملهم . وفي وسعهم أن يجعلوا حظهم ونصيبهم خيراً أو أن يجعلوه شراً. فإن إرادة الله بالعبد تنفذ من خلال نفسه , ومن خلال اتجاهه , ومن خلال عمله . وهو يحمل طائره معه . هذه هي الحقيقة الثابتة القائمة على أساس صحيح . أما التشاؤم بالأمكنة أو التشاؤم بالوجوه أو التشاؤم بالكلمات ، فهو خرافة لا تستقيم على أصل !
وقالوا لهم : ( أَئِن ذُكِّرْتُم ) أترجموننا وتعذبوننا لأننا نذكركم ! أفهذا جزاء التذكير ? ( بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ ) تتجاوزون الحدود في التفكير والتقدير ; وتجازون على الموعظة بالتهديد والوعيد ; وتردون على الدعوة بالرجم والتعذيب !

* ما كان من الرجل المؤمن :

لا يقول لنا السياق ماذا كان من أمر هؤلاء الأنبياء ، إنما يذكر ما كان من أمر إنسان آمن بهم . آمن بهم وحده .. ووقف بإيمانه أقلية ضعيفة ضد أغلبية كافرة . إنسان جاء من أقصى المدينة يسعى . جاء وقد تفتح قلبه لدعوة الحق .. فهذا رجل سمع الدعوة فاستجاب لها بعد ما رأى فيها من دلائل الحق والمنطق . وحينما استشعر قلبه حقيقة الإيمان تحركت هذه الحقيقة في ضميره فلم يطق عليها سكوتاً ; ولم يقبع في داره بعقيدته وهو يرى الضلال من حوله والجحود والفجور ; ولكنه سعى بالحق الذي آمن به . سعى به إلى قومه وهم يكذبون ويجحدون ويتوعدون ويهددون . وجاء من أقصى المدينة يسعى ليقوم بواجبه في دعوة قومه إلى الحق , وفي كفهم عن البغي , وفي مقاومة اعتدائهم الأثيم الذي يوشكون أن يصبوه على المرسلين .
ويبدو أن الرجل لم يكن ذا جاه ولا سلطان . ولم تكن له عشيرة تدافع عنه إن وقع له أذى . ولكنها العقيدة الحية في ضميره تدفعه وتجيء به من أقصى المدينة إلى أقصاها .
فقال لهم : اتبعوا هؤلاء الرسل ، فإن الذي يدعو مثل هذه الدعوة , وهو لا يطلب أجراً , ولا يبتغي مغنماً . إنه لصادق . وإلا فما الذي يحمله على هذا العناء إن لم يكن يلبي تكليفاً من الله ? ما الذي يدفعه إلى حمل هم الدعوة ? ومجابهة الناس بغير ما ألفوا من العقيدة ? والتعرض لأذاهم وشرهم واستهزائهم وتنكيلهم , وهو لا يجني من ذلك كسباً , ولا يطلب منهم أجراً ? وهداهم واضح في طبيعة دعوتهم . فهم يدعون إلى إله واحد . ويدعون إلى نهج واضح . ويدعون إلى عقيدة لا خرافة فيها ولا غموض . فهم مهتدون إلى نهج سليم , وإلى طريق مستقيم .
ثم عاد يتحدث إليهم عن نفسه هو وعن أسباب إيمانه , ويناشد فيهم الفطرة التي استيقظت فيه فاقتنعت بالبرهان الفطري السليم . فلقد تساءل مع نفسه قبل إئمانه ، لماذا لا أعبد الذي فطرني ؟ والذي إليه المرجع والمصير ? وما الذي يحيد بي عن هذا النهج الطبيعي الذي يخطر على النفس أول ما يخطر ? إن الفطر مجذوبة إلى الذي فطرها , تتجه إليه أول ما تتجه , فلا تنحرف عنه إلا بدافع آخر خارج على فطرتها . والتوجه إلى الخالق هو الأولى .
ثم يبين ضلال المنهج المعاكس . مهج من يعبد آلهة غير الرحمن لا تضر ولا تنفع . وهل أضل ممن يدع منطق الفطرة الذي يدعو المخلوق إلى عبادة خالقه , وينحرف إلى عبادة غير الخالق بدون ضرورة ولا دافع ? وهل أضل ممن ينحرف عن الخالق إلى آلهة ضعاف لا يحمونه ولا يدفعون عنه الضر حين يريد به خالقه الضر بسبب انحرافه وضلاله ?
والآن وقد تحدث الرجل بلسان الفطرة الصادقة العارفة الواضحة يقرر قراره الأخير في وجه قومه المكذبين المهددين المتوعدين . لأن صوت الفطرة في قلبه أقوى من كل تهديد ومن كل تكذيب : ( إِنِّي آمَنتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ ) هكذا ألقى بكلمة الإيمان الواثقة المطمئنة . وأشهدهم عليها . وهو يوحي إليهم أن يقولوها كما قالها . أو أنه لا يبالي بهم ماذا يقولون !

* استشهاد الرجل ودخوله الجنة :

ويوحي سياق القصة بعد ذلك القوم الكافرين قتلوا الرجل المؤمن . وإن كان لا يذكر شيئاً من هذا صراحة . إنما يسدل الستار على الدنيا وما فيها , وعلى القوم وما هم فيه ; ويرفعه لنرى هذا الشهيد الذي جهر بكلمة الحق , متبعاً صوت الفطرة , وقذف بها في وجوه من يملكون التهديد والتنكيل . نراه في العالم الآخر . ونطلع على ما ادخر الله له من كرامة . تليق بمقام المؤمن الشجاع المخلص الشهيد : ( قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ ) .
وتتصل الحياة الدنيا بالحياة الآخرة . ونرى الموت نقلة من عالم الفناء إلى عالم البقاء . وخطوة يخلص بها المؤمن من ضيق الأرض إلى سعة الجنة . ومن تطاول الباطل إلى طمأنينة الحق . ومن تهديد البغي إلى سلام النعيم . ومن ظلمات الجاهلية إلى نور اليقين .
ونرى الرجل المؤمن . وقد اطلع على ما آتاه الله في الجنة من المغفرة والكرامة , يذكر قومه طيب القلب رضي النفس , يتمنى لو يراه قومه ويرون ما آتاه ربه من الرضي والكرامة , ليعرفوا الحق , معرفة اليقين .

* إهلاك أصحاب القرية بالصيحة :

هذا كان جزاء الإيمان . فأما الطغيان فكان أهون على الله من أن يرسل عليه الملائكة لتدمره . فهو ضعيف ضعيف : ( وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ مِن بَعْدِهِ مِنْ جُندٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ .. إِن كَانَتْ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ) . لا يطيل هنا في وصف مصرع القوم , تهويناً لشأنهم , وتصغيراً لقدرهم . فما كانت إلا صيحة واحدة أخمدت أنفاسهم . ويسدل الستار على مشهدهم البائس المهين الذليل !
تجاوز السياق أسماء الأنبياء وقصصهم ليبرز قصة رجل آمن .. لم يذكر لنا السياق اسمه . اسمه لا يهم .. المهم ما وقع له .. لقد آمن بأنبياء الله .. قيل له ادخل الجنة . ليكن ما كان من أمر تعذيبه وقتله . ليس هذا في الحساب النهائي شيئا له قيمته . تكمن القيمة في دخوله فور إعلانه أنه آمن . فور قتله .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://b-a-2-7.yoo7.com
المدير العام
المدير العام
المدير العام
المدير العام


5015

البطاقة البيرقية
الرتبة: 1
الجنسية: فلسطيني

*من قصص الانبياء* Empty
مُساهمةموضوع: رد: *من قصص الانبياء*   *من قصص الانبياء* I_icon_minitimeالخميس أغسطس 11, 2011 9:55 pm



[ قصص الأنبياء ]

قصة ايوب عليه السلام


* نبذة :
من سلالة سيدنا إبراهيم كان من النبيين الموحى إليهم ، كان أيوب ذا مال وأولاد كثيرين ولكن الله ابتلاه في هذا كله فزال عنه ، وابتلي في جسده بأنواع البلاء واستمر مرضه 13 أو 18 عاما اعتزله فيها الناس إلا امرأته صبرت وعملت لكي توفر قوت يومهما حتى عافاه الله من مرضه وأخلفه في كل ما ابتلي فيه ، ولذلك يضرب المثل بأيوب في صبره وفي بلائه ، روي أن الله يحتج يوم القيامة بأيوب عليه السلام على أهل البلاء .

* المسيرة :
* سيرته :

ضربت الأمثال في صبر هذا النبي العظيم . فكلما ابتلي إنسانا ابتلاء عظيما أوصوه بأن يصبر كصبر أيوب عليه السلام .. وقد أثنى الله تبارك وتعالى على عبده أيوب في محكم كتابه ( إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ ) والأوبة هي العودة إلى الله تعالى .. وقد كان أيوب دائم العودة إلى الله بالذكر والشكر والصبر . وكان صبره سبب نجاته وسر ثناء الله عليه . والقرآن يسكت عن نوع مرضه فلا يحدده .. وقد نسجت الأساطير عديدا من الحكايات حول مرضه ..

* مرض أيوب :
كثرت الروايات والأساطير التي نسجت حول مرض أيوب ، ودخلت الإسرائيليات في كثير من هذه الروايات . ونذكر هنا أشهرها :
أن أيوب عليه السلام كان ذا مال وولد كثير ، ففقد ماله وولده ، وابتلي في جسده ، فلبث في بلائه ثلاث عشرة سنة , فرفضه القريب والبعيد إلا زوجته ورجلين من إخوانه . وكانت زوجته تخدم الناس بالأجر ، لتحضر لأيوب الطعام . ثم إن الناس توقفوا عن استخدامها ، لعلمهم أنها امرأة أيوب ، خوفاً أن ينالهم من بلائه ، أو تعديهم بمخالطته . فلما لم تجد أحداً يستخدمها باعت لبعض بنات الأشراف إحدى ضفيرتيها بطعام طيب كثير ، فأتت به أيوب ، فقال : من أين لك هذا ؟ وأنكره ، فقالت : خدمت به أناساً ، فلما كان الغد لم تجد أحداً ، فباعت الضفيرة الأخرى بطعام فأتته به فأنكره أيضاً ، وحلف لا يأكله حتى تخبره من أين لها هذا الطعام ؟ فكشفت عن رأسها خمارها ، فلما رأى رأسها محلوقاً ، قال في دعائه : ( رب إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين ) . وحلف أن يضربها مئة سوط إذا شفى .
وقيل أن امرأة أيوب أخبرته أنها لقيت طبيبا في الطريق عرض أن يداوي أيوب إذا رضي أن يقول أنت شفيتي بعد علاجه ، فعرف أيوب أن هذا الطبيب هو إبليس ، فغضب وحلف أن يضربها مئة ضربة .
أما ما كان من أمر صاحبي أيوب ، فقد كانا يغدوان إليه ويروحان , فقال أحدهما للآخر : لقد أذنب أيوب ذنبا عظيما وإلا لكشف عنه هذا البلاء , فذكره الآخر لأيوب , فحزن ودعا الله . ثم خرج لحاجته وأمسكت امرأته بيده فلما فرغ أبطأت عليه , فأوحى الله إليه أن اركض برجلك , فضرب برجله الأرض فنبعت عين فاغتسل منها فرجع صحيحا , فجاءت امرأته فلم تعرفه , فسألته عن أيوب فقال : إني أنا هو , وكان له أندران : أحدهما : للقمح والآخر : للشعير , فبعث الله له سحابة فأفرغت في أندر القمح الذهب حتى فاض , وفي أندر الشعير الفضة حتى فاض .
وفي الصحيح أن رسول الله صلى الله لعيه وسلم قال : ” بينما ‏‏أيوب يغتسل عريانا خر عليه رجل جراد من ذهب فجعل يحثي في ثوبه فناداه ربه يا ‏‏ أيوب ‏ ‏ألم أكن أغنيتك عما ترى قال بلى يا رب ولكن لا غنى لي عن بركتك ” ( رجل جراد ‏أي جماعة جراد ) .
فلما عوفي أمره الله أن يأخذ عرجونا فيه مائة شمراخ ( عود دقيق ) فيضربها ضربة واحدة لكي لا يحنث في قسمه وبذلك يكون قد بر في قسمه . ثم جزي الله – عز وجل – أيوب – عليه السلام – على صبره بأن آتاه أهله ( فقيل : أحيى الله أبناءه . وقيل : آجره فيمن سلف وعوضه عنهم في الدنيا بدلهم ، وجمع له شمله بكلهم في الدار الآخرة ) وذكر بعض العلماء أن الله رد على امرأته شبابها حتى ولدت له ستة وعشرين ولدا ذكرا .
هذه أشهر رواية عن فتنة أيوب وصبره .. ولم يذكر فيها أي شيء عن تساقط لحمه ، وأنه لم يبقى منه إلا العظم والعصب . فإننا نستبعد أن يكون مرضه منفرا أو مشوها كما تقول أساطير القدماء .. نستبعد ذلك لتنافيه مع منصب النبوة ..
ويجدر التنبيه بأن دعاء أيوب ربه ( أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ ) . قد يكون القصد منه شكوى أيوب -عليه السلام – لربه جرأة الشيطان عليه وتصوره أنه يستطيع أن يغويه . ولا يعتقد أيوب أن ما به من مرض قد جاء بسبب الشيطان . هذا هو الفهم الذي يليق بعصمة الأنبياء وكمالهم .
وروى الطبري أن مدة عمره كانت ثلاثا وتسعين سنة فعلى هذا فيكون عاش بعد أن عوفي عشر سنين , والله أعلم . وأنه أوصى إلى ولده حومل ، وقام بالأمر بعده ولده بشر بن أيوب ، وهو الذي يزعم كثير من الناس أنه ذو الكفل فالله أعلم .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://b-a-2-7.yoo7.com
المدير العام
المدير العام
المدير العام
المدير العام


5015

البطاقة البيرقية
الرتبة: 1
الجنسية: فلسطيني

*من قصص الانبياء* Empty
مُساهمةموضوع: رد: *من قصص الانبياء*   *من قصص الانبياء* I_icon_minitimeالخميس أغسطس 11, 2011 10:05 pm





[ قصص الأنبياء ]


قصة داود عليه السلام

* نبذة :

‏‏آتاه الله العلم والحكمة وسخر له الجبال والطير يسبحن معه وألان له الحديد ، كان عبدا خالصا لله شكورا يصوم يوما ويفطر يوما يقوم نصف الليل وينام ثلثه ويقوم سدسه وأنزل الله عليه الزبور وقد أوتي ملكا عظيما وأمره الله أن يحكم بالعدل .

* سيرته :

* حال بنو إسرائيل قبل داود :

قبل البدء بقصة داود عليه السلام ، لنرى الأوضاع التي عاشها بنو إسرائيل في تلك الفترة .
لقد انفصل الحكم عن الدين .. فآخر نبي ملك كان يوشع بن نون .. أما من بعده فكانت الملوك تسوس بني إسرائيل وكانت الأنبياء تهديهم . وزاد طغيان بني إسرائيل ، فكانوا يقتلون الأنبياء ، نبيا تلو نبي ، فسلط الله عليهم ملوكا منهم ظلمة جبارين ، ألوهم وطغوا عليهم .
وتتالت الهزائم على بني إسرائيل ، حتى إنهم أضاعوا التابوت . وكان في التابوت بقية مما ترك آل موسى وهارون ، فقيل أن فيها بقية من الألواح التي أنزلها الله على موسى ، وعصاه ، وأمورا آخرى . كان بنو إسرائيل يأخذون التابوت معهم في معاركهم لتحل عليهم السكينة ويحققوا النصر . فتشروا وساءت حالهم .
في هذه الظروف الصعبة ، كانت هنالك امرأة حامل تدعو الله كثيرا أن يرزقها ولدا ذكرا . فولدت غلاما فسمته أشموئيل .. ومعناه بالعبرانية إسماعيل .. أي سمع الله دعائي .. فلما ترعرع بعثته إلى المسجد وأسلمته لرجل صالح ليتعلم منه الخير والعبادة . فكان عنده ، فلما بلغ أشده ، بينما هو ذات ليلة نائم : إذا صوت يأتيه من ناحية المسجد فانتبه مذعورا ظانا أن الشيخ يدعوه . فهرع أشموئيل إلى يسأله : أدعوتني .. ؟ فكره الشيخ أن يفزعه فقال : نعم .. نم .. فنام .. ثم ناداه الصوت مرة ثانية .. وثالثة . وانتبه إلى جبريل عليه السلام يدعوه : إن ربك بعثك إلى قومك .

* اختيار طالوت ملكا :

ذهب بنو إسرائيل لنبيهم يوما .. سألوه : ألسنا مظلومين ؟
قال : بلى ..
قالوا : ألسنا مشردين ؟
قال : بلى ..
قالوا : ابعث لنا ملكا يجمعنا تحت رايته كي نقاتل في سبيل الله ونستعيد أرضنا ومجدنا .
قال نبيهم وكان أعلم بهم : هل أنتم واثقون من القتال لو كتب عليكم القتال ؟
قالوا : ولماذا لا نقاتل في سبيل الله ، وقد طردنا من ديارنا ، وتشرد أبناؤنا ، وساء حالنا ؟
قال نبيهم : إن الله اختار لكم طالوت ملكا عليكم .
قالوا : كيف يكون ملكا علينا وهو ليس من أبناء الأسرة التي يخرج منها الملوك – أبناء يهوذا – كما أنه ليس غنيا وفينا من هو أغنى منه ؟
قال نبيهم : إن الله اختاره ، وفضله عليكم بعلمه وقوة جسمه .
قالوا : ما هي آية ملكه ؟
قال لهم نبيهم : يسرجع لكم التابوت تجمله الملائكة .
ووقعت هذه المعجزة .. وعادت إليهم التوراة يوما .. ثم تجهز جيش طالوت ، وسار الجيش طويلا حتى أحس الجنود بالعطش .. قال الملك طالوت لجنود : سنصادف نهرا في الطريق ، فمن شرب منه فليخرج من الجيش ، ومن لم يذقه وإنما بل ريقه فقط فليبق معي في الجيش ..
وجاء النهر فشرب معظم الجنود ، وخرجوا من الجيش ، وكان طالوت قد أعد هذا الامتحان ليعرف من يطيعه من الجنود ومن يعصاه ، وليعرف أيهم قوي الإرادة ويتحمل العطش ، وأيهم ضعيف الإرادة ويستسلم بسرعة . لم يبق إلا ثلاثمئة وثلاثة عشر رجلا ، لكن جميعهم من الشجعان .
كان عدد أفراد جيش طالوت قليلا ، وكان جيش العدو كبيرا وقويا .. فشعر بعض – هؤلاء الصفوة – أنهم أضعف من جالوت وجيشه وقالوا : كيف نهزم هذا الجيش الجبار ..؟‍‍‍‍‍‍‍‍‍!
قال المؤمنون من جيش طالوت : النصر ليس بالعدة والعتاد ، إنما النصر من عند الله .. ( كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّه ِ) .. فثبّتوهم .
وبرز جالوت في دروعه الحديدية وسلاحه ، وهو يطلب أحدا يبارزه .. وخاف منه جنود طالوت جميعا .. وهنا برز من جيش طالوت راعي غنم صغير هو داود .. كان داود مؤمنا بالله ، وكان يعلم أن الإيمان بالله هو القوة الحقيقية في هذا الكون ، وأن العبرة ليست بكثرة السلاح ، ولا ضخامة الجسم ومظهر الباطل .
وكان الملك ، قد قال : من يقتل جالوت يصير قائدا على الجيش ويتزوج ابنتي .. ولم يكن داود يهتم كثيرا لهذا الإغراء .. كان يريد أن يقتل جالوت لأن جالوت رجل جبار وظالم ولا يؤمن بالله .. وسمح الملك لداود أن يبارز جالوت ..
وتقدم داود بعصاه وخمسة أحجار ومقلاعه ( وهو نبلة يستخدمها الرعاة ) .. تقدم جالوت المدجج بالسلاح والدروع .. وسخر جالوت من داود وأهانه وضحك منه ، ووضع داود حجرا قويا في مقلاعه وطوح به في الهواء وأطلق الحجر . فأصاب جالوت فقتله . وبدأت المعركة وانتصر جيش طالوت على جيش جالوت .
* جمع الله الملك والنبوة لداود :
بعد فترة أصبح داود – عليه السلام – ملكا لبني إسرائيل ، فجمع الله على يديه النبوة والملك مرة أخرى .وتأتي بعض الروايات لتخبرنا بأن طالوت بعد أن اشتهر نجم داوود أكلت الغيرة قلبه ، وحاول قتله ، وتستمر الروايات في نسج مثل هذه الأمور . لكننا لا نود الخوض فيها فليس لدينا دليل قوي عليها . ما يهمنا هو انتقال الملك بعد فترة من الزمن إلى داود .
لقد أكرم الله نبيه الكريم بعدة معجزات . لقد أنزل عليه الزبور ( وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا ) ، وآتاه جمال الصوت ، فكان عندما يسبّح ، تسبح الجبال والطيور معه ، والناس ينظرون . وألان الله في يديه الحديد ، حتى قيل أنه كان يتعامل مع الحديد كما كان الناس يتعاملون مع الطين والشمع ، وقد تكون هذه الإلانة بمعنى أنه أول من عرف أن الحديد ينصهر بالحرارة . فكان يصنع منه الدروع .
كانت الدروع الحديدية التي يصنعها صناع الدروع ثقيلة ولا تجعل المحارب حرا يستطيع أن يتحرك كما يشاء أو يقاتل كما يريد . فقام داوود بصناعة نوعية جديدة من الدروع . درع يتكون من حلقات حديدية تسمح للمحارب بحرية الحركة ، وتحمي جسده من السيوف والفئوس والخناجر .. أفضل من الدروع الموجودة أيامها ..
وشد الله ملك داود ، جعله الله منصورا على أعدائه دائما .. وجعل ملكه قويا عظيما يخيف الأعداء حتى بغير حرب ، وزاد الله من نعمه على داود فأعطاه الحكمة وفصل الخطاب ، أعطاه الله مع النبوة والملك حكمة وقدرة على تمييز الحق من الباطل ومعرفة الحق ومساندته .. فأصبح نبيا ملكا قاضيا .

* القضايا التي عرضت على داود :

يروي لنا القرآن الكريم بعضا من القضايا التي وردت على داود – عليه السلام .
فلقد جلس داود كعادته يوما يحكم بين الناس في مشكلاتهم .. وجاءه رجل صاحب حقل ومعه رجل آخر ..
وقال له صاحب الحقل : سيدي النبي .. إن غنم هذا الرجل نزلت حقلي أثناء الليل ، وأكلت كل عناقيد العنب التي كانت فيه .. وقد جئت إليك لتحكم لي بالتعويض ..
قال داود لصاحب الغنم : هل صحيح أن غنمك أكلت حقل هذا الرجل ؟
قال صاحب الغنم : نعم يا سيدي ..
قال داود : لقد حكمت بأن تعطيه غنمك بدلا من الحقل الذي أكلته .
قال سليمان .. وكان الله قد علمه حكمة تضاف إلى ما ورث من والده : عندي حكم آخر يا أبي ..
قال داود : قله يا سليمان ..
قال سليمان : أحكم بأن يأخذ صاحب الغنم حقل هذا الرجل الذي أكلته الغنم .. ويصلحه له ويزرعه حتى تنمو أشجار العنب ، وأحكم لصاحب الحقل أن يأخذ الغنم ليستفيد من صوفها ولبنها ويأكل منه ، فإذا كبرت عناقيد الغنم وعاد الحقل سليما كما كان أخذ صاحب الحقل حقله وأعطى صاحب الغنم غنمه ..
قال داود : هذا حكم عظيم يا سليمان .. الحمد لله الذي وهبك الحكمة ..
وقد ورد في الصحيح قصة أخرى : حَدَّثَنِى زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنِى شَبَابَةُ حَدَّثَنِى وَرْقَاءُ عَنْ أَبِى الزِّنَادِ عَنِ الأَعْرَجِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ : « بَيْنَمَا امْرَأَتَانِ مَعَهُمَا ابْنَاهُمَا جَاءَ الذِّئْبُ فَذَهَبَ بِابْنِ إِحْدَاهُمَا . فَقَالَتْ هَذِهِ لِصَاحِبَتِهَا إِنَّمَا ذَهَبَ بِابْنِكِ أَنْتِ . وَقَالَتِ الأُخْرَى إِنَّما ذَهَبَ بِابْنِكِ . فَتَحَاكَمَتَا إِلَى دَاوُدَ فَقَضَى بِهِ لِلْكُبْرَى فَخَرَجَتَا عَلَى سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ فَأَخْبَرَتَاهُ فَقَالَ ائْتُونِى بِالسِّكِّينِ أَشُقُّهُ بَيْنَكُمَا . فَقَالَتِ الصُّغْرَى لاَ يَرْحَمُكَ اللَّهُ هُوَ ابْنُهَا . فَقَضَى بِهِ لِلصُّغْرَى » . قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ وَاللَّهِ إِنْ سَمِعْتُ بِالسِّكِّينِ قَطُّ إِلاَّ يَوْمَئِذٍ مَا كُنَّا نَقُولُ إِلاَّ الْمُدْيَةَ .

* فتنة داود :
وكان داود رغم قربه من الله وحب الله له ، يتعلم دائما من الله ، وقد علمه الله يوما ألا يحكم أبدا إلا إذا استمع لأقوال الطرفين المتخاصمين .. فيذكر لنا المولى في كتابه الكريم قضية أخرى عرضت على داود عليه السلام .
جلس داود يوما في محرابه الذي يصلي لله ويتعبد فيه ، وكان إذا دخل حجرته أمر حراسه ألا يسمحوا لأحد بالدخول عليه أو إزعاجه وهو يصلي .. ثم فوجئ يوما في محرابه بأنه أمام اثنين من الرجال .. وخاف منهما داود لأنهما دخلا رغم أنه أمر ألا يدخل عليه أحد . سألهما داود : من أنتما ؟
قال أحد الرجلين : لا تخف يا سيدي .. بيني وبين هذا الرجل خصومة وقد جئناك لتحكم بيننا بالحق .
سأل داود : ما هي القضية ؟ قال الرجل الأول : ( إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ ) . وقد أخذها مني . قال أعطها لي وأخذها مني ..
وقال داود بغير أن يسمع رأي الطرف الآخر وحجته : ( لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ ) .. وإن كثيرا من الشركاء يظلم بعضهم بعضا إلا الذين آمنوا ..
وفوجئ داود باختفاء الرجلين من أمامه .. اختفى الرجلان كما لو كانا سحابة تبخرت في الجو وأدرك داود أن الرجلين ملكان أرسلهما الله إليه ليعلماه درسا .. فلا يحكم بين المتخاصمين من الناس إلا إذا سمع أقوالهم جميعا ، فربما كان صاحب التسع والتسعين نعجة معه الحق .. وخر داود راكعا ، وسجد لله، واستغفر ربه ..نسجت أساطير اليهود قصصا مريبة حول فتنة داود عليه السلام ، وقيل أنه اشتهى امرأة أحد قواد جيشه فأرسله في معركة يعرف من البداية نهايتها ، واستولى على امرأته .. وليس أبعد عن تصرفات داود من هذه القصة المختلقة .. إن إنسانا يتصل قلبه بالله ، ويتصل تسبيحه بتسبيح الكائنات والجمادات ، يستحيل عليه أن يرى أو يلاحظ جمالا بشريا محصورا في وجه امرأة أو جسدها ..
* وفاته عليه السلام :
عاد داود يعبد الله ويسبحه حتى مات … كان داود يصوم يوما ويفطر يوما .. قال رسول الله محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم عن داود : ” أفضل الصيام صيام داود . كان يصوم يوما ويفطر يوما . وكان يقرأ الزبور بسبعين صوتا ، وكانت له ركعة من الليل يبكي فيها نفسه ويبكي ببكائه كل شيء ويشفي بصوته المهموم والمحموم ” .جاء في الحديث الصحيح أن داود عليه السلام كان شديد الغيرة على نساءه ، فكانت نساءه في قصر ، وحول القصر أسوار ، حتى لا يقترب أحد من نساءه . وفي أحد الأيام رأى النسوة رجلا في صحن القصر ، فقالوا : من هذا والله لن رآه داود ليبطشنّ به . فبلغ الخبر داود – عليه السلام – فقال للرجل : من أنت ؟ وكيف دخلت ؟ قال : أنا من لا يقف أمامه حاجز . قال : أنت ملك الموت . فأذن له فأخذ ملك الموت روحه .
مات داود عليه السلام وعمره مئة سنة . وشيع جنازته عشرات الآلاف ، فكان محبوبا جدا بين الناس ، حتى قيل لم يمت في بني إسرائيل بعد موسى وهارون أحد كان بنو إسرائيل أشد جزعا عليه .. منهم على داود .. وآذت الشمس الناس فدعا سليمان الطير قال : أظلي على داود . فأظلته حتى أظلمت عليه الأرض . وسكنت الريح . وقال سليمان للطير : أظلي الناس من ناحية الشمس وتنحي من ناحية الريح . وأطاعت الطير . فكان ذلك أول ما رآه الناس من ملك سليمان .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://b-a-2-7.yoo7.com
المدير العام
المدير العام
المدير العام
المدير العام


5015

البطاقة البيرقية
الرتبة: 1
الجنسية: فلسطيني

*من قصص الانبياء* Empty
مُساهمةموضوع: رد: *من قصص الانبياء*   *من قصص الانبياء* I_icon_minitimeالخميس أغسطس 11, 2011 10:41 pm




قصص الانبياء


قصة ذو الكفل عليه السلام



* نبذة :


من الأنبياء الصالحين ، وكان يصلي كل يوم مائة صلاة ، قيل إنه تكفل لبني قومه أن يقضي بينهم بالعدل ويكفيهم أمرهم ففعل فسمي بذي الكفل .

* المسيرة :
* سيرته :


قال أهل التاريخ ذو الكفل هو ابن أيوب عليه السلام وأسمه في الأصل ( بشر ) وقد بعثه الله بعد أيوب وسماه ذا الكفل لأنه تكفل ببعض الطاعات فوقي بها ، وكان مقامه في الشام وأهل دمشق يتناقلون أن له قبرا في جبل هناك يشرف على دمشق يسمى قاسيون . إلا أن بعض العلماء يرون أنه ليس بنبي وإنما هو رجل من الصالحين من بني إسرائيل . وقد رجح ابن كثير نبوته لأن الله تعالى قرنه مع الأنبياء فقال عز وجل : ( وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِّنَ الصَّابِرِينَ * وَأَدْخَلْنَاهُمْ فِي رَحْمَتِنَا إِنَّهُم مِّنَ الصَّالِحِينَ * ) .
قال ابن كثير : فالظاهر من ذكره في القرآن العظيم بالثناء عليه مقرونا مع هؤلاء السادة الأنبياء أنه نبي عليه من ربه الصلاة والسلام وهذا هو المشهور .
والقرآن الكريم لم يزد على ذكر اسمه في عداد الأنبياء أما دعوته ورسالته والقوم الذين أرسل إليهم فلم يتعرض لشيء من ذلك لا بالإجمال ولا بالتفصيل لذلك نمسك عن الخوض في موضوع دعوته حيث أن كثيرا من المؤرخين لم يوردوا عنه إلا الشيء اليسير . ومما ينبغي التنبه له أن ( ذا الكفل ) الذي ذكره القرآن هو غير ( الكفل ) الذي ذكر في الحديث الشريف ونص الحديث كما رواه الأمام أحمد عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : ( كان الكفل من بني إسرائيل لا يتورع عن ذنب عمله فأتته امرأة فأعطاها ستين دينار على أن يطأها فلما قعد منها مقعد الرجل من امرأته أرعدت وبكت فقال لها ما يبكيك ؟ أكرهتك ؟ قالت : لا ولكن هذا عمل لم أعمله قط وإنما حملتني عليه الحاجة .. قال : فتفعلين هذا ولم تفعليه قط ؟ ثم نزل فقال أذهبي بالدنانير لك ، ثم قال : والله لا يعصي الله الكفل أبدا فمات من ليلته فأصبح مكتوبا على بابه : قد غفر الله للكفل ) . رواه الترمذي . وقال : حديث حسن وروي موقوفا على ابن عمر وفي إسناده نظر . فإن كان محفوظا فليس هو ذا الكفل وإنما لفظ الحديث الكفل من غير إضافة فهو إذا رجل آخر غير المذكور في القرآن .
ويذكر بعض المؤرخين أن ذا الكفل تكفل لبني قومه أن يكفيهم أمرهم ويقضي بينهم بالعدل فسمي ذا الكفل وذكروا بعض القصص في ذلك ولكنها قصص تحتاج إلى تثبت وإلى تمحيص وتدقيق .

* الرجل الصالح :

أما من يقول أن ذو الكفل لم يكن نبيا وإنما كان رجلا صالحا من بني إسرائيل فيروي أنه كان في عهد نبي الله اليسع عليه السلام . وقد روي أنه لما كبر اليسع قال لو أني استخلفت رجلاً على الناس يعمل عليهم في حياتي حتى أنظر كيف يعمل ؟ فجمع الناس فقال : من يتقبل لي بثلاث استخلفه : يصوم النهار ، ويقوم الليل ، ولا يغضب . فقام رجل تزدريه العين ، فقال : أنا ، فقال : أنت تصوم النهار ، وتقوم الليل ، ولا تغضب ؟ قال : نعم . لكن اليسع – عليه السلام – ردّ الناس ذلك اليوم دون أن يستخلف أحدا . وفي اليوم التالي خرج اليسع – عليه السلام – على قومه وقال مثل ما قال اليوم الأول ، فسكت الناس وقام ذلك الرجل فقال أنا . فاستخلف اليسع ذلك الرجل . فجعل إبليس يقول للشياطين : عليكم بفلان ، فأعياهم ذلك . فقال دعوني وإياه فأتاه في صورة شيخ كبير فقير ، وأتاه حين أخذ مضجعه للقائلة ، وكان لا ينام الليل والنهار ، إلا تلك النّومة فدقّ الباب . فقال ذو الكفل : من هذا ؟ قال : شيخ كبير مظلوم . فقام ذو الكفل ففتح الباب . فبدأ الشيخ يحدّثه عن خصومة بينه وبين قومه ، وما فعلوه به ، وكيف ظلموه ، وأخذ يطوّل في الحديث حتى حضر موعد مجلس ذو الكفل بين الناس ، وذهبت القائلة . فقال ذو الكفل : إذا رحت للمجلس فإنني آخذ لك بحقّك .
فخرج الشيخ وخرج ذو الكفل لمجلسه دون أن ينام . لكن الشيخ لم يحضر للمجلس . وانفض المجلس دون أن يحضر الشيخ . وعقد المجلس في اليوم التالي ، لكن الشيخ لم يحضر أيضا . ولما رجع ذو الكفل لمنزله عند القائلة ليضطجع أتاه الشيخ فدق الباب ، فقال : من هذا ؟ فقال الشيخ الكبير المظلوم . ففتح له فقال : ألم أقل لك إذا قعدت فاتني ؟ فقال الشيخ : إنهم أخبث قوم إذا عرفوا أنك قاعد قالوا لي نحن نعطيك حقك ، وإذا قمت جحدوني . فقال ذو الكفل : انطلق الآن فإذا رحت مجلسي فأتني .
ففاتته القائلة ، فراح مجلسه وانتظر الشيخ فلا يراه وشق عليه النعاس ، فقال لبعض أهله : لا تدعنَّ أحداً يقرب هذا الباب حتى أنام ، فإني قد شق عليّ النوم . فقدم الشيخ ، فمنعوه من الدخول ، فقال : قد أتيته أمس ، فذكرت لذي الكفل أمري ، فقالوا : لا والله لقد أمرنا أن لا ندع أحداً يقربه . فقام الشيخ وتسوّر الحائط ودخل البيت ودق الباب من الداخل ، فاستيقظ ذو الكفل ، وقال لأهله : ألم آمركم ألا يدخل علي أحد ؟ فقالوا : لم ندع أحدا يقترب ، فانظر من أين دخل . فقام ذو الكفل إلى الباب فإذا هو مغلق كما أغلقه ؟ وإذا الرجل معه في البيت ، فعرفه فقال : أَعَدُوَّ اللهِ ؟ قال : نعم أعييتني في كل شيء ففعلت كل ما ترى لأغضبك .
فسماه الله ذا الكفل لأنه تكفل بأمر فوفى به !
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://b-a-2-7.yoo7.com
المدير العام
المدير العام
المدير العام
المدير العام


5015

البطاقة البيرقية
الرتبة: 1
الجنسية: فلسطيني

*من قصص الانبياء* Empty
مُساهمةموضوع: رد: *من قصص الانبياء*   *من قصص الانبياء* I_icon_minitimeالخميس أغسطس 11, 2011 11:30 pm





[ قصص الأنبياء ]


قصة زكريا عليه السلام

*نبذة :

عبد صالح تقي أخذ يدعو للدين الحنيف ، كفل مريم العذراء ، دعا الله أن يرزقه ذرية صالحة فوهب له يحيى الذي خلفه في الدعوة لعبادة الله الواحد القهار .

* سيرته :

* امرأة عمران :
في ذلك العصر القديم .. كان هناك نبي .. وعالم عظيم يصلي بالناس .. كان اسم النبي زكريا عليه السلام .. أما العالم العظيم الذي اختاره الله للصلاة بالناس ، فكان اسمه عمران عليه السلام .
وكان لعمران زوجته لا تلد .. وذات يوم رأت طائرا يطعم ابنه الطفل في فمه ويسقيه .. ويأخذه تحت جناحه خوفا عليه من البرد .. وذكرها هذا المشهد بنفسها فتمنت على الله أن تلد .. ورفعت يديها وراحت تدعو خالقها أن يرزقها بطفل ..
واستجابت لها رحمة الله فأحست ذات يوم أنها حامل .. وملأها الفرح والشكر لله فنذرت ما في بطنها محررا لله .. كان معنى هذا أنها نذرت لله أن يكون ابنها خادما للمسجد طوال حياته .. يتفرغ لعبادة الله وخدمة بيته .

* ولادة مريم :

وجاء يوم الوضع ووضعت زوجة عمران بنتا ، وفوجئت الأم ! كانت تريد ولدا ليكون في خدمة المسجد والعبادة ، فلما جاء المولود أنثى قررت الأم أن تفي بنذرها لله برغم أن الذكر ليس كالأنثى .
سمع الله سبحانه وتعالى دعاء زوجة عمران ، والله يسمع ما نقوله ، وما نهمس به لأنفسنا ، وما نتمنى أن نقوله ولا نفعله .. يسمع الله هذا كله ويعرفه .. سمع الله زوجة عمران وهي تخبره أنها قد وضعت بنتا ، والله أعلم بما وضعت ، الله .. هو وحده الذي يختار نوع المولود فيخلقه ذكرا أو يخلقه أنثى .. سمع الله زوجة عمران تسأله أن يحفظ هذه الفتاة التي سمتها مريم ، وأن يحفظ ذريتها من الشيطان الرجيم .
ويروي الإمام مسلم في صحيحة : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِى شَيْبَةَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِىِّ عَنْ سَعِيدٍ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ « مَا مِنْ مَوْلُودٍ يُولَدُ إِلاَّ نَخَسَهُ الشَّيْطَانُ فَيَسْتَهِلُّ صَارِخاً مِنْ نَخْسَةِ الشَّيْطَانِ إِلاَّ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ » . ثُمَّ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ اقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ ( وَإِنِّى أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ) .

* كفالة زكريا لمريم :

أثار ميلاد مريم بنت عمران مشكلة صغيرة في بداية الأمر .. كان عمران قد مات قبل ولادة مريم .. وأراد علماء ذلك الزمان وشيوخه أن يربوا مريم .. كل واحد يتسابق لنيل هذا الشرف .. أن يربي ابنة شيخهم الجليل العالم وصاحب صلاتهم وإمامهم فيها .
قال زكريا : أكفلها أنا .. هي قريبتي .. زوجتي هي خالتها .. وأنا نبي هذه الأمة وأولاكم بها .
وقال العلماء والشيوخ : ولماذا لا يكفلها أحدنا ..؟ لا نستطيع أن نتركك تحصل على هذا الفضل بغير اشتراكنا فيه .
ثم اتفقوا على إجراء قرعة . أي واحد يكسب القرعة هو الذي يكفل مريم ، ويربيها ، ويكون له شرف خدمتها ، حتى تكبر هي وهي تخدم المسجد وتتفرغ لعبادة الله ، وأجريت القرعة .. وضعت مريم وهي مولودة على الأرض ، ووضعت إلى جوارها أقلام الذين يرغبون في كفالتها ، وأحضروا طفلا صغيرا ، فأخرج قلم زكريا .. قال زكريا : حكم الله لي بأن أكفلها .
قال العلماء والشيوخ : لا .. القرعة ثلاث مرات .
وراحوا يفكرون في القرعة الثانية .. حفر كل واحد اسمه على قلم خشبي ، وقالوا : نلقي بأقلامنا في النهر .. من سار قلمه ضد التيار وحده فهو الغالب .
وألقوا أقلامهم في النهر ، فسارت أقلامهم جميعا مع التيار ما عدا قلم زكريا .. سار وحده ضد التيار .. وظن زكريا أنهم سيقتنعون ، لكنهم أصروا على أن تكون القرعة ثلاث مرات . قالوا : نلقي أقلامنا في النهر .. القلم الذي يسير مع التيار وحده يأخذ مريم . وألقوا أقلامهم فسارت جميعا ضد التيار ما عدا قلم زكريا . وسلموا لزكريا ، وأعطوه مريم ليكفلها .. وبدأ زكريا يخدم مريم ، ويربيها ويكرمها حتى كبرت ..
كان لها مكان خاص تعيش فيه في المسجد .. كان لها محراب تتعبد فيه .. وكانت لا تغادر مكانها إلا قليلا .. يذهب وقتها كله في الصلاة والعبادة .. والذكر والشكر والحب لله ..
وكان زكريا يزورها أحيانا في المحراب .. وكان يفاجأه كلما دخل عليها أنه أمام شيء مدهش .. يكون الوقت صيفا فيجد عندها فاكهة الشتاء .. ويكون الوقت شتاء فيجد عندها فاكهة الصيف .
ويسألها زكريا من أين جاءها هذا الرزق ..؟
فتجيب مريم : إنه من عند الله ..وتكرر هذا المشهد أكثر من مرة .

دعاء زكريا ربه :
كان زكريا شيخا عجوزا ضعف عظمه ، واشتعل رأسه بالشعر الأبيض ، وأحس أنه لن يعيش طويلا .. وكانت زوجته وهي خالة مريم عجوزا مثله ولم تلد من قبل في حياتها لأنها عاقر .. وكان زكريا يتمنى أن يكون له ولد يرث علمه ويصير نبيا ويستطيع أن يهدي قومه ويدعوهم إلى كتاب الله ومغفرته .. وكان زكريا لا يقول أفكاره هذه لأحد .. حتى لزوجته .. ولكن الله تعالى كان يعرفها قبل أن تقال .. ودخل زكريا ذلك الصباح على مريم في المحراب .. فوجد عندها فاكهة ليس هذا أوانها .
سألها زكريا ( قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَـذَا ) ؟مريم : قَالَتْ ( هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ إنَّ اللّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ ) .قال زكريا في نفسه : سبحان الله .. قادر على كل شيء .. وغرس الحنين أعلامه في قلبه وتمنى الذرية .. فدعا ربه .
سأل زكريا خالقه بغير أن يرفع صوته أن يرزقه طفلا يرث النبوة والحكمة والفضل والعلم .. وكان زكريا خائفا أن يضل القوم من بعده ولم يبعث فيهم نبي .. فرحم الله تعالى زكريا واستجاب له . فلم يكد زكريا يهمس في قلبه بدعائه لله حتى نادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب ( يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيًّا )فوجئ زكريا بهذه البشرى .. أن يكون له ولد لا شبيه له أو مثيل من قبل .. أحس زكريا من فرط الفرح باضطراب .. تساءل من موضع الدهشة قال : ( رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا ) أدهشه أن ينجب وهو عجوز وامرأته لا تلد ..
( قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِن قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا ) أفهمته الملائكة أن هذه مشيئة الله وليس أمام مشيئة الله إلا النفاذ .. وليس هناك شيء يصعب على الله سبحانه وتعالى .. كل شيء يريده يأمره بالوجود فيوجد .. وقد خلق الله زكريا نفسه من قبل ولم يكن له وجود .. وكل شيء يخلقه الله تعالى بمجرد المشيئة ( إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ) .امتلأ قلب زكريا بالشكر لله وحمده وتمجيده .. وسأل ربه أن يجعل له آية أو علامة . فأخبره الله أنه ستجيء عليه ثلاثة أيام لا يستطيع فيها النطق .. سيجد نفسه غير قادر على الكلام .. سيكون صحيح المزاج غير معتل .. إذا حدث له هذا أيقن أن امرأته حامل ، وأن معجزة الله قد تحققت .. وعليه ساعتها أن يتحدث إلى الناس عن طريق الإشارة .. وأن يسبح الله كثيرا في الصباح والمساء ..
وخرج زكريا يوما على الناس وقلبه مليء بالشكر .. وأراد أن يكلمهم فاكتشف أن لسانه لا ينطق .. وعرف أن معجزة الله قد تحققت .. فأومأ إلى قومه أن يسبحوا الله في الفجر والعشاء .. وراح هو يسبح الله في قلبه .. صلى لله شكرا على استجابته لدعوته ومنحه يحيي ..
ظل زكريا عليه السلام يدعوا إلى ربه حتى جاءت وفاته .
ولم ترد روايات صحيحة عن وفاته عليه السلام . لكن ورايات كثير – ضعيفة – أوردت قتله على يد جنود الملك الذي قتل يحيى من قبل .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://b-a-2-7.yoo7.com
المدير العام
المدير العام
المدير العام
المدير العام


5015

البطاقة البيرقية
الرتبة: 1
الجنسية: فلسطيني

*من قصص الانبياء* Empty
مُساهمةموضوع: رد: *من قصص الانبياء*   *من قصص الانبياء* I_icon_minitimeالخميس أغسطس 11, 2011 11:40 pm






[ قصص الأنبياء ]


قصة شعيب عليه السلام



على أرض مدين ، وهي منطقة بالأردن الآن ، كان يعيش قوم كفار يقطعون الطريق ، ويسلبون أموال الناس الذين يمرون عليهم ، ويعبدون شجرة كثيفة تسمى الأيكة .
وكانوا يسيئون معاملة الناس ، ويغشُّون في البيع والشراء والمكيال والميزان ، ويأخذون ما يزيد عن حقهم .
فأرسل الله إليهم رجلاً منهم هو رسول الله شعيب – عليه السلام – ، فدعاهم إلى عبادة الله وعدم الشرك به ، ونهاهم عن إتيان الأفعال الخبيثة ، من نقص الناس أشياءهم ، وسلب أموال القوافل التي تمر بديارهم .فقال لهم : ( يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره قد جاءتكم بينة من ربكم فأوفوا الكيل والميزان ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها ذلكم خير لكم إن كنتم مؤمنين ) [ الأعراف : 85] .
وظل شعيب يدعو قومه ويبين لهم الحق ، فآمن به عدد قليل من قومه وكفر أكثرهم ، لكن شعيبا لم ييأس من عدم استجابتهم ، بل أخذ يدعوهم ، ويذكر لهم نعم الله التي لا تحصى ، وينهاهم عن الغش في البيع والشراء .
لكن قومه لم يتقبلوا كلامه ، ولم يؤمنوا به ، بل قالوا له على سبيل الاستهزاء والتهكم : ( يا شعيب أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا أو أن نفعل في أموالنا ما نشاء إنك لأنت الحليم الرشيد ) [ هود : 87 ] .
فرد عليهم شعيب بعبارة لطيفة ، يدعوهم فيها إلى الحق ( قال يا قوم أرأيتم إن كنت على بينة من ربي ورزقني منه رزقًا حسنًا وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب )[ هود : 88] .
وهكذا كان نبي الله شعيب قوي الحجة في دعوته إلى قومه ، وقد سماه المفسرون خطيب الأنبياء لبراعته ، ثم قال لهم ليخوفهم من عذاب الله : ( ويا قوم لا يجرمنكم شقاقي أن يصيبكم مثل ما أصاب قوم نوح أو قوم هود أو قوم صالح وما قوم لوط منكم ببعيد ) [ هود : 89 ] .
فأخذوا يهددونه ويتوعدونه بالقتل لولا أهله وعشيرته ، وقالوا له : ( يا شعيب ما نفقه كثيرًا مما تقول وإنا لنراك فينا ضعيفا ولولا رهطك لرجمناك وما أنت علينا بعزيز ) [ هود : 91 ] .فقال لهم : ( يا قوم أرهطي أعز عليكم من الله واتخذتموه وراءكم ظهريًّا إن ربي بما تعملون محيط ) [ هود : 92 ] .
ثم أخذ يهددهم ويخوفهم من عذاب الله إن استمروا على طريق الضلال والعصيان ، وعند ذلك خيره قومه بين أمرين : إما العودة إلى دين الآباء والأجداد ، أو الخروج من البلاد مع الذي آمنوا معه ، ولكن شعيبًا والذين آمنوا معه يثبتون على إيمانهم ، ويفوضون أمرهم لله.
فما كان من قومه ألا أن اتهموه بالسحر والكذب ، وسخروا من توعده إياهم العذاب ، ويستعجلون هذا العذاب إن كان حقًّا . فدعا شعيب ربه قائلاً : ( ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين [ الأعراف : 89 ] ، ( أي احكم بيننا وبين قومنا بالعدل وأنت خير الحاكمين ) .فطلب الله سبحانه من شعيب أن يخرج هو ومن آمن معه ؛ لأن العذاب سينزل بهؤلاء المكذبين ، ثم سلط الله على الكفار حرًّا شديدًا جفت منه الزروع والضروع والآبار ، فخرج الناس يلتمسون النجاة ، فإذا بسحابة سوداء ، فظنوا أن فيها المطر والرحمة ، فتجمعوا تحتها حتى أظلتهم ، لكنها أنزلت عليهم حممًا حارقة ، ونيرانا ملتهبة أحرقتهم جميعًا ، واهتزت الأرض ، وأخذتهم صيحة أزهقت أرواحهم ، وحولتهم إلى جثث هامدة لا حراك فيها ولا حياة .
ونجي الله شعيبًا والذين آمنوا معه من العذاب الأليم ، قال تعالى : ( ولما جاء أمرنا نجينا شعيبا والذين آمنوا معه برحمة منا وأخذت الذين ظلموا الصيحة فأصبحوا في ديارهم جاثمين * كأن لم يغنوا فيها ألا بعدا لمدين كما بعدت ثمود ) [ هود : 94 - 95 ] .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://b-a-2-7.yoo7.com
المدير العام
المدير العام
المدير العام
المدير العام


5015

البطاقة البيرقية
الرتبة: 1
الجنسية: فلسطيني

*من قصص الانبياء* Empty
مُساهمةموضوع: رد: *من قصص الانبياء*   *من قصص الانبياء* I_icon_minitimeالخميس أغسطس 11, 2011 11:47 pm





[ قصص الأنبياء ]

قصة شيث عليه السلام


شيث ومعناه عطية الله ومنه انتشرت ذرية آدم وقال الثعلبي ذكر أهل العلم بالقرآن أن حواء ولدت لآدم أربعين نفسا في عشرين بطنا أولهم قابيل وأخته أقليما وأخرهم عبد المغيث وأمة المغيث ثم لم يمت حتى بلغ ولده وولد ولده أربعين ألفا ، وهلكوا كلهم فلم يبق بعد الطوفان إلا ذرية نوح وهو من نسل شيث قال تعالى : ( وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمْ الْبَاقِينَ ) ( الصافات : 77 ) . وكان معه في السفينة ثمانون نفسا وهم المشار إليهم قال تعالى : ( حَتَّى إِذَا جَاء أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلاَّ مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ ) ( هود : 40 ) ، ومع ذلك فما بقي إلا نسل نوح فتوالدوا حتى ملأوا الأرض .
قال أبو الفرج الجوزي حدثت عن كعب الأحبار قال : خلق من الأنبياء ثلاثة عشر مختونين : آدم وشيث وإدريس ونوح وسام ولوط ويوسف وموسى وشعيب وسليمان ويحيى وعيسى والنبي صلى الله عليه وسلم .
وذكر السهيلي في التعريف أن يغوث هو بن شيث بن آدم فيما قيل وكذلك سواع وما بعده وكانوا يتبركون بدعائهم فلما مات منهم أحد مثلوا صورته وتمسحوا بها إلى زمن مهلائيل فعبدوها بتدريج الشيطان لهم ثم صارت سنة في العرب في الجاهلية . ارجع لصحيح البخاري . قال محمد بن إسحاق‏ :‏ ولما حضرت آدم الوفاة ، عهد إلى ابنه شيث وعلمه ساعات الليل والنهار ، وعلمه عبادات تلك الساعات ، وأعلمه بوقوع الطوفان بعد ذلك ‏.‏ قال‏ :‏ ويقال إن انتساب بني آدم اليوم كلها تنتهي إلى شيث ‏.‏ وسائر أولاد آدم غيره انقرضوا وبادوا والله أعلم ‏.‏
فلما مات آدم عليه السلام ، قام بأعباء الأمر بعده ولده شيث عليه السلام ‏.‏ وكان نبياً بنص الحديث ، الذي رواه ابن حبان في ‏(‏ صحيحة ‏)‏ ، عن أبي ذر مرفوعاً ، أنه أنزل عليه خمسون صحيفة ، فلما حانت وفاته ، أوصى إلى ابنه أنوش ، فقام بالأمر بعده ، ثم بعده ولده قينن ‏.‏
ثم من بعده ابنه مهلاييل ، وهو الذي يزعم الأعاجم من الفرس ، أنه ملك الأقاليم السبعة ، وأنه أول من قطع الأشجار ، وبني المدائن ، والحصون الكبار‏ .‏ وأنه هو الذي بني مدينة بابل ، ومدينة السوس الأقصى‏ .
وأنه قهر إبليس وجنوده ، وشردهم عن الأرض إلى أطرافها ، وشعاب جبالها ، وأنه قتل خلقاً من مردة الجن ، والغيلان ، وكان له تاج عظيم ، وكان يخطب الناس ، ودامت دولته أربعين سنة ‏.‏
فلما مات ، قام بالأمر بعده ولده يرد ، فلما حضرته الوفاة ، أوصى إلى ولده خنوخ ، وهو إدريس عليه السلام ، على المشهور ‏.‏
ولا شك أنه يجب علينا الإيمان بالأنبياء جميعهم والكتب السالفة .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://b-a-2-7.yoo7.com
الاصيل
مشرف منتدى الجوال والبلوتوث
مشرف منتدى الجوال والبلوتوث
الاصيل


2036

البطاقة البيرقية
الرتبة: 1
الجنسية: فلسطيني

*من قصص الانبياء* Empty
مُساهمةموضوع: رد: *من قصص الانبياء*   *من قصص الانبياء* I_icon_minitimeالأحد أغسطس 14, 2011 6:52 pm

في ميزان حسناتك
امين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
البيرق الاخضر
المشرف العام
المشرف العام
البيرق الاخضر


5868

البطاقة البيرقية
الرتبة: 1
الجنسية: فلسطيني

*من قصص الانبياء* Empty
مُساهمةموضوع: رد: *من قصص الانبياء*   *من قصص الانبياء* I_icon_minitimeالسبت أغسطس 20, 2011 2:19 am

يعطيك العافية
بارك الله فيك
وفي جهودك الرائعة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://b-a-2-7.yoo7.com/
نور الاسلام
المدير العام
المدير العام
نور الاسلام


387

البطاقة البيرقية
الرتبة: 1
الجنسية: فلسطينية

*من قصص الانبياء* Empty
مُساهمةموضوع: رد: *من قصص الانبياء*   *من قصص الانبياء* I_icon_minitimeالسبت يناير 14, 2012 6:50 pm

بارك الله فيك وننتظر منكم المزيد

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ايمان
مشرفة المنتدى العام والترحيب بالاعضاء الجدد
ايمان


1201

البطاقة البيرقية
الرتبة: 1
الجنسية: فلسطينية

*من قصص الانبياء* Empty
مُساهمةموضوع: رد: *من قصص الانبياء*   *من قصص الانبياء* I_icon_minitimeالإثنين يونيو 25, 2012 5:24 pm

بارك الله فيك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
*من قصص الانبياء*
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات بيرق الحق الإسلامية :: بيرق الحق الاسلامي :: المنتدى الاسلامى-
انتقل الى: